وتأتي هذه الجولة من مفاوضات وفدي الحكومة والمعارضة السوريين غداة بدء سريان وقف النار في ثلاث محافظات جنوب سوريا، عملا باتفاق روسي أميركي أردني استند إلى مذكرة مناطق وقف التصعيد التي أقرت في اجتماعات أستانا في مايو الماضي.
ومن المقرر أن يستكمل السوريون بحث أربع قضايا أساسية في التسوية، هي الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الإرهاب، تزامنا مع اجتماعات تقنية ستتناول "مسائل قانونية ودستورية".
مفاوضات السوريين الأخيرة في جنيف والتي اختتمت في الـ19 من مايو، لم تثمر بأي تقدم يذكر على مسار التسوية، إذ أقر المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا في إحاطة رفعها إلى مجلس الأمن في أعقاب هذه المفاوضات بوجود هوة عميقة بين الطرفين حيال القضايا الأساسية، معتبرا أن ضيق الوقت ألغى جميع فرص التقدم في اتجاه التسوية.
مصير الرئيس السوري بشار الأسد، لا يزال حسب جلّ المعارضة "العقبة الكأداء الوحيدة على طريق التسوية"، حيث يصر وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضين على مطلب رحيله قبل بدء العملية الانتقالية، الأمر الذي ترفضه دمشق جملة وتفصيلا باعتبار أن مصير الرئيس يتقرر عبر صناديق الاقتراع.
وفي هذا الصدد، قال يحيى العريضي المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في حديث لـ"فرانس برس" إن "وفد المعارضة يشارك بتوقعات متواضعة وسيبحث جدول أعمال الجولة السابقة"، أي المحاور الأربعة آنفة الذكر.
وأضاف: "الهدف من مشاركتنا في جنيف هو الإبقاء على شيء من الزخم للحل السياسي، في ضوء محاولات روسيا حرف الاهتمام باتجاه أستانا التي تريد تصميمها كما تشاء".
مفاوضات السوريين اليوم في جنيف، تأتي استمرارا لسلسلة من الجولات التفاوضية غير المباشرة بين السوريين والتي انطلقت برعاية أممية سنة 2014، فيما دخلت على الخط اجتماعات أستانا منذ مطلع العام برعاية روسيا وإيران وتركيا، أثمرت حتى الآن بتحقيق تقدم فعلي على الأرض انتهى إلى وقف إطلاق النار في معظم أنحاء سوريا، وصاغت اتفاق مناطق وقف التصعيد الأربع التي شملت ثماني محافظات سورية تنشط فيها فصائل المعارضة المسلحة، رغم عدم الاتفاق النهائي حتى الآن على حدود هذه المناطق.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واستمرارا لجهود التهدئة على الأرض، أعلن يوم الجمعة الماضي من هامبورغ اتفاق روسيا والولايات المتحدة والأردن على وقف إطلاق النار في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة جنوب سوريا، اعتبارا من ظهر الأحد، أي عشية انطلاق جولة جنيف السابعة من مفاوضات السوريين.
وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من جهته، قال في أعقاب إعلان لافروف: "الولايات المتحدة مستعدة لبحث إمكانية العمل مع روسيا على وضع آليات مشتركة تضمن الاستقرار في سوريا، وتتعدى ذلك لتشمل إعلان مناطق حظر جوي ونشر مراقبين ميدانيين هناك لوقف إطلاق النار وتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية للمنكوبين".
المصدر: وكالات
صفوان أبو حلا