وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، أن الضربة الأمريكية نُفذت بين الساعة 3.42 و3.56، انطلاقا من مدمرتين أمريكيتين متواجدتين في مياه المتوسط قرب سواحل جزيرة كريت.
وسجلت وسائل المراقبة الإلكترونية الروسية سقوط 23 صاروخا من طراز "توماهوك" على قاعدة الشعيرات السورية، فيما تبقى أماكن سقوط الصواريخ الأخرى مجهولة حتى الآن.
وتابع كوناشينكوف أن الضربة أسفرت عن تدمير مستودع معدات وجناح دراسي ومطعم و6 مقاتلات "ميغ-23" كانت داخل حظائر إصلاح وكذلك محطة رادار.
ونقل عن قيادة القاعدة السورية أن الضربة أسفرت عن مقتل 4 عسكريين سوريين، فيما مازال عسكريان آخران في عداد المفقودين. بالإضافة إلى ذلك، أصيب 6 عسكريين آخرين بحروق أثناء مشاركتهم في إخماد الحرائق التي نشبت جراء سقوط الصواريخ الأمريكية.
وشدد قائلا: "بذلك، تعد الفعالية القتالية للضربة الأمريكية المكثفة على القاعدة الجوية السورية متدنية للغاية".
وأضاف: "في الوقت الراهن تجري السلطات السورية عمليات بحث لتحديد أماكن سقوط الصواريخ الـ36 المتبقية وتحديد الخسائر المحتملة في صفوف المدنيين".
ووصفت وزارة الدفاع الروسية الضربة الأمريكية بأنها خرق فظ لمذكرة التفاهم الروسية الأمريكية الموقعة في 2015 لضمان سلامة التحليقات في سماء سوريا والحيلولة دون وقوع حوادث غير مرغوب فيها.
وأكد كوناشينكوف قرار وزارة الدفاع الروسية تعليق التعاون مع البنتاغون في إطار مذكرة التفاهم المذكورة.
وشدد الناطق باسم الوزارة على أن الاتهامات التي وجهتها واشنطن إلى دمشق بخرق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، لا أساس لها.
وتابع قائلا: "لقد أكدنا أن القوات الحكومية السورية لم تستخدم سلاحا كيميائيا. وننتظر من الولايات المتحدة إيضاحات حول وجود أدلة وصفتها بالدامغة على استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون من قبل الجيش السوري".
وذكّر كوناشينكوف بأن الحكومة السورية في الفترة 2013-2016 نفذت كافة الإجراءات المتعلقة بإتلاف الأسلحة الكيميائية التي كانت بحوزتها ووسائل نقل تلك الأسلحة والقدرات الصناعية لإنتاجها، كما تم إتلاف مكونات المواد السامة أو نقلها إلى الخارج.
وشدد قائلا: "الإدارات الأمريكية تتعاقب، لكن أساليب إطلاق الحروب تبقى نفسها منذ قصف يوغوسلافيا والعراق وليبيا. مرة أخرى ينطلق العدوان بذريعة لا علاقة لها بتحقيق موضوعي، بل تتمثل في ادعاءات عديمة الأساس والتلاعب بالحقائق وعرض صور وأنابيب اختبار مزورة في المنظمات الدولية".
وتابع قائلا: "ألفت انتباهكم إلى أن هجوما واسع النطاق لعصابات "داعش" و"جبهة النصرة" على مواقع الجيش السوري بدأ فورا الضربة الصاروخية الأمريكية".
واعتبر أنه من الواضح أن واشنطن كانت تستعد لتوجيه ضربتها إلى القاعدة السورية مسبقا وبدأت التحضيرات قبل تنفيذ العملية بفترة طويلة. وأوضح أن توجيه مثل هذه الضربة تتطلب إجراء حزمة واسعة من عمليات الاستطلاع والتخطيط وتوزيع المهمات ووضع الصواريخ في حالة الاستعداد لاطلاقها".
وشدد كوناشينكوف على أن كل خبير عسكري يدرك أن واشنطن اتخذت القرار بتوجيه الضربة مسبقا، أما الأحداث في بلدة خان شيخون فأصبحت ذريعة ظاهرية لاستعراض العضلات وهي لأسباب سياسية داخلية بحتة.
وأضاف أنه من المخطط القيام قريبا بسلسلة من الإجراءات لتعزيز فعالية منظومات الدفاع الجوي للجيش السوري لضمان حماية المنشآت الحيوية للبنية التحتية في سوريا.
كما أكد كوناشينكوف أن منظومات الدفاع الجوي الروسية المنشورة في سوريا تضمن حماية المنشآت التابعة للأسطول الحربي الروسي في طرطوس وللقوات الجوية الفضائية الروسية في قاعدة حميميم الجوية. وأعاد إلى الأذهان أن منظومات "إس-400" و"بانتسير" تحمي حميميم، فيما تتولى هذه المهمة في طرطوس مجموعة دفاع جوي تضم منظومات "إس-300" و"بانتسير". وأكد أن أطقم الدفاع الجوية الروسية تتناوب على أداء مهمتها على مدار الساعة.
المصدر: وزارة الدفاع الروسية
اوكسانا شفانديوك