مباشر

الأردن وملف اللاجئين.. عمان تطالب بالمساعدات والأمم المتحدة تؤكد غياب الدعم

تابعوا RT على
طوال الأعوام الماضية لم يكن الحديث يدور إلا عن تأثير اللاجئين والمهاجرين على أوروبا ومناطق أخرى، دون التطرق إلى ما تتحمله الدول المجاورة لبلدان الأزمات من عبء لاستقبال اللاجئين.

لم نكن نرى سوى أرقاما لعدد اللاجئين بألمانيا والسويد وكندا وغيرها من البلدان التي قبلت، ولو على مضض، استقبال من وضعتهم الأزمات أمام حتمية المغادرة، ولم يكن الحديث يدور كثيرا عن دور الأردن ولبنان ومصر، وحتى العراق الذي يشهد أزمة استقبال اللاجئين السوريين.

الأردن يستقبل ويوفر ملجأ لعدد كبير من اللاجئين السوريين، حيث فاق عددهم المليون و300 ألف شخص.

جدير بالذكر أن الأردن طلب مرارا وتكرارا مساعدات من الأمم المتحدة وغيرها من البلدان والمنظمات لمواجهة تحديات استقبال وإيواء اللاجئين السوريين، خاصة وأن الأمر يتطلب يقظة كبيرة حتى لا يتمكن المسلحون والإرهابيون من الاختلاط مع اللاجئين ودخول الأردن.

ملف اللاجئين على طاولة القمة العربية

ونظرا لأهمية الموضوع، جهّز الأردن ملف اللاجئين مجددا لعرضه على القمة العربية، حيث قال المتحدث باسم الحكومة الأردنية وزير الإعلام محمد المومني، إن هناك عدة مشاريع قرارات تم رفعها للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي تمهيدا لرفعها إلى القمة العربية.

وذكر المومني في تصريحات صحافية أن هناك كثيرا من التحديات التي تواجه الأمة العربية ذات بعد اقتصادي واجتماعي هام.

وأشار إلى أن ملف اللاجئين الذي تم رفعه خلال الاجتماع التحضيري بناء على طلب الأردن ملف هام وله أبعاد خطيرة، لافتا إلى أن الأردن احتضن الكثير من موجات اللجوء، آخرها موجة السوريين.

RT تزور المركز الحدودي الأردني في الرمثا

ولتسليط الضوء على أهمية الدور الأردني في استقبال اللاجئين وما يمثله ذلك من عبء على السلطات، زارت قناة RT مركز الرمثا الحدودي بين الأردن وسوريا.

وقبل التطرق إلى تفاصيل زيارة RT الميدانية، يجب تحديد أهمية واستراتيجية معبر أو مركز الرمثا الحدودي، حيث يعتبر هذا المعبر من أقدم المراكز الحدودية في الأردن ويبعد عن عمان حوالي 80 كم شمالا، وتقع مدينة الرمثا في محافظة إربد بالقرب من الحدود المشتركة مع سوريا.

ومع بداية الأزمة في سوريا بدأت حشود اللاجئين السوريين بالتوافد على الأردن من خلال مدينتي الرمثا والمفرق كونهما تقعان على الحدود، ومع هذا التوافد الكبير ارتفع عدد سكان الرمثا حيث ازداد الطلب على الخدمات الأساسية بكافة أشكالها.

إلى ذلك، قدم العميد صدقي الرواشدة، قائد لواء حرس الحدود 2، الثلاثاء، إيجازا حول واجبات لواء حرس الحدود الثاني، حيث أشار إلى أن المنطقة الحدودية المتقدمة تقع شمال غرب قرية الذنيبة، أحد قرى لواء الرمثا، مبينا أن الحد الدولي الذي يفصل الأردن وسوريا هو سد الوحدة، الذي يطل عليه حوض اليرموك.

وبخصوص مراقبة الحدود أكد صدقي الرواشدة أن القوات الأردنية تملك العديد من الوسائل والأنظمة المختلفة لمراقبة الحدود، مبينا في السياق أن أعداد اللاجئين الذين دخلوا على واجهة اللواء خلال فترة الاستقبال، منذ بداية الأزمة في سوريا، بلغ قرابة 230 ألفا و500 لاجئ.

وأفاد قائد لواء حرس الحدود 2 بأن القوات تمكنت من احباط العديد من محاولات التهريب والتسلل وصل عددها خلال عامي 2016 و2017، 22 حالة، مضيفا أن السلطات تمكنت من تصفية 14 شخصا.

وكشف المسؤول الأردني أن قادة "الجيش الحر" انفصلوا عن تنظيمهم وانضموا إلى "داعش".

على غرار، ذلك وثقت عدسة RT عملية استقبال المصابين والجرحى في المركز الحدودي المتقدم- الرمثا، بالإضافة إلى تصوير المركز الطبي الذي يتلقى فيه المصابون في الاشتباكات كل أنواع العلاج.

غوتيريش: الفشل في دعم اللاجئين يعني مساعدة الإرهاب

هذا وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أثناء زيارته لمخيم الزعتري بالأردن، وهذه أول زيارة له منذ توليه منصبه، أطراف الصراع السوري والدول التي تتمتع بنفوذ عليها، العمل بشكل ملح لإنهاء الصراع في سوريا وتحقيق السلام.

وأشاد الأمين العام بسخاء الحكومة والشعب في الأردن باستضافة اللاجئين، قائلا في هذا الصدد إن الأردن لم يحصل على التضامن الدولي الكافي رغم استضافته لأعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين والفلسطينيين والسوريين.

وأشار غوتيريش إلى أن الأبواب تغلق بشكل متزايد أمام اللاجئين السوريين، ليصبح من الصعب عليهم الشعور بالأمل في المستقبل.

وأفاد أمين عام المنظمة الأممية بأن فشل العالم في دعم اللاجئين، يعني أن العالم يساعد "داعش" و"القاعدة" وغيرهما ممن يستخدمون هذه الحجج لتجنيد مزيد من الأفراد لتهديد أمننا العالمي، مشددا على أن التضامن مع اللاجئين السوريين، هو سبيل للتعبير عن القدرة على ضمان الأمن العالمي.

ودعا أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات الإنسانية للاجئين، وتعزيز التضامن مع الدول التي تستضيفهم مثل الأردن ولبنان، وضمان توفير مزيد من الفرص للاجئين.

جدير بالذكر أن الهلال الأحمر الأردني قد قام بتوزيع طرود غذائية وصحية على الأسر السورية اللاجئة في محافظات الجنوب، وذلك بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وبلغ عدد الأسر المستفيدة، بحسب بيان وزعه الهلال الأحمر، يوم الاثنين، 3500 أسرة في محافظات معان والكرك ومادبا والعقبة، حيث قام متطوعو الهلال الأردني بتسهيل عملية التوزيع وتأمينها.

ويأتي اختيار محافظات جنوب المملكة لعمليات التوزيع على المحتاجين من الأسر السورية من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر نظرا لقلة عدد المنظمات الإنسانية العاملة في الجنوب.

اليابان تعتزم تقديم مساعدات للاجئين السوريين بالأردن

في غضون ذلك، أعلنت الخارجية اليابانية، الثلاثاء، أنها تعتزم تقديم مساعدات عاجلة للاجئين السوريين في الأردن بقيمة 15 مليون دولار تخصص للرعاية الصحية.

وأوضحت الوزارة في بيان أن تسليم مبلغ المساعدات سوف يتم بواسطة البنك الدولي عبر برنامج تمويل عالمي بشروط ميسرة، والذي أطلق في سبتمبر/أيلول الماضي والمستحدث بهدف تمويل الدول المتوسطة الدخل والتي تتحمل أعباء مالية جسيمة بسبب تدفق اللاجئين إليها بشكل استثنائي.

وكان رئيس وزراء اليابان شينزو آبي قد أعلن في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2016 عن مساعدات مالية للاجئين السوريين بقيمة مئة مليون دولار سلمتها طوكيو عن طريق المنصة العالمية للاستجابة للأزمات التابعة للبنك الدولي.

المصدر: RT + وكالات

ياسين بوتيتي

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا