وذكر كوناشينكوف، الجمعة 17 مارس/آذار، أن نشر صورة تظهر أجزاء صاروخ أمريكي من طراز "AGM-114 Hellfire" في مكان القصف على القرية الواقعة في ريف حلب الغربي، لا يترك للتحالف الدولي بقيادة واشنطن مجالا للتكتم على الموضوع، ولا يتيح للدبلوماسيين الغربيين توجيه أصابع الاتهام إلى روسيا هذه المرة.
وتابع قائلا: "خلال أي حرب تحصل أخطاء مأساوية قد تؤدي لمقتل مدنيين. لكن ما حدث في قرية الجينة السورية أكد مرة أخرى أن على وسائل الإعلام الأجنبية الرئيسية، قبل نشر قصص مختلقة معادية لروسيا من جديد، أن تستكمل عملها باحترافية، وأن تدرس كافة الحقائق وتتوصل إلى الحقيقة دائما".
يذكر أن تقارير أولية من الجينة نقلتها وكالة الأناضول عن مصادر في الدفاع المدني، زعمت أن المسجد تعرض لقصف بصواريخ فراغية نفذته طائرة "يعتقد أنها روسية".
لكن الجيش الأمريكي أقر في نهاية المطاف بتوجيه ضربة إلى مواقع "جبهة النصرة" في قرية الجينة، لكنه نفى أن يكون استهدف بشكل متعمد مسجدا في محافظة حلب.
وقال العقيد جون توماس الناطق باسم القيادة المركزية الأمريكية: "لم نستهدف مسجدا، غير أن المبنى الذي استهدفناه حيث كان هناك تجمع لتنظيم القاعدة، يقع على بعد نحو 15 مترا من مسجد لا يزال قائما"، وأوضح أنه سيتم إجراء تحقيق في الادعاءات بأن تلك الضربة قد تكون أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين".
وكان نشطاء في المعارضة السورية أعلنوا عن مقتل 57 شخصا على الأقل بقصف جوي استهدف مسجدا في الجينة أثناء صلاة العشاء في 16 مارس/آذار الجاري.
زاخاروفا تدعو إلى تحقيق موضوعي في قصف الجينة
قالت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن موسكو لا تشكك في أن الهدف من الغارة الأمريكية على قرية الجينة السورية، كان يكمن في ضرب تجمع للإرهابيين، ودعت إلى إجراء تحقيقات موضوعية في التقارير عن مقتل عشرات المدنيين في قصف مسجد بالقرية أثناء صلاة العشاء.
وذكرت بأن مواقع إلكترونية منحازة تناقلت الأنباء عن الغارة على الجينة، فور ظهرو التقارير الأولى عنها مساء الخميس، إذ حمّلت تلك المواقع القوات الجوية الفضائية الروسية المسؤولية عن القصف الجوي فورا. وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان أن هذه الأنباء التي زعمت أن حصيلة الضحايا قد ارتفعت إلى 70 قتيلا، نُشرت مع صور لأطفال قيل إنهم قتلوا في تلك الغارة. وذكرت زاخاروفا بأن العاملين على رفع الانقاض في مكان الغارة ، عثروا في نهاية المطاف على أجزاء صاروخ عليها حروف لاتينية، بذلك توصل الخبراء إلى الاستنتاج بأن الصاروخ كان من طراز "Hellfire" ويستخدمه سلاح الجو الأمريكي. وفي نهاية المطاف أكد الجيش الأمريكي قيامه بالغارة، وأوضح أن الهدف لم يكن مسجد القرية بل كان مبنى قريبا اجتمع فيه إرهابيون من تنظيم "القاعدة".
وشددت الدبلوماسية الروسية قائلة: "من حيث المبدأ ليست لدينا أي شكوك في أن العسكريين الأمريكيين كانوا يستهدفون إرهابيين.لكن بخلاف أسلوب بعض منتقدينا، نحن ننوي توجيه التهم (إلى الجيش الأمريكي)بقتل مدنيين وتدمير بنية تحتية مدنية عمدا ".
المصدر: وكالات
اوكسانا شفانديوك