ويؤكد عوض أن ترشحه لا ينبع من طموح شخصي، بل من "قناعة راسخة بقدرة الشباب على قيادة التغيير"، بعد عقد من الخبرة القانونية مكّنته من ملامسة هموم المواطنين من قلب الشارع.
في تصريحات خاصة لقناة RT، شدد عوض على أن عضو البرلمان الحقيقي لا يكتفي بالحضور الاحتفالي أو الصور التذكارية مع الوزراء، بل يجب أن يكون حاضرًا في المدارس، المستشفيات، والشوارع الداخلية، ليُمارس دوره الرقابي بفعالية. وقال: "مكان النائب بين الناس، يراقب، يسأل، ويُصلح".
وأشار إلى أن الأدوات الدستورية الممنوحة للنائب — مثل الاستجواب، طلب الإحاطة، ومساءلة الوزراء — كفيلة بإحداث تغيير ملموس دون اللجوء إلى "الوساطات" أو "المحسوبية"، مؤكدًا أن التقصير في الخدمة العامة يجب أن يُواجه فورًا، حتى لو تطلب ذلك إحالة المسؤولين للنيابة أو التحقيق في قضايا إهدار المال العام.
ودعا عوض المواطنين إلى تجاهل دعوات الإحباط والمشاركة الفاعلة في الانتخابات، مشيرًا إلى أن الدولة أرسلت "رسائل طمأنينة صادقة" وألقت الكرة في ملعب الشعب. وقال: "القرار بأيديكم... ابتعدوا عن من يسعى للنفوذ والمصلحة، والتَفّوا حول المستقلين الصادقين، أبناء الناس البسطاء".
وختم برسالة أمل: "مستقبل الأوطان لا يُمنح، بل يُصنع. فاصنعوا مستقبلكم بأيديكم، ولتكن مشاركتكم بداية عهد جديد من الشرف، النزاهة، والأمل".
تحذيرات خبراء: "الترشح العشوائي" يهدد جودة البرلمان
في المقابل، يحذر خبراء ومحللون من انتشار ظاهرة "الترشح العشوائي"، حيث يفتقر العديد من المرشحين إلى الخبرة السياسية أو برامج مجتمعية واضحة. ويرى البعض أن الترشح للبرلمان بات في نظر شرائح واسعة مجرد "موضة اجتماعية" أو وسيلة للوصول إلى الامتيازات، لا كمسؤولية وطنية.
النائب السابق إيهاب الخولي أكد لـRT أن البرلمان يجب أن يكون "وسيطًا شعبيًّا" يعبر عن طموحات المواطنين، ويلعب دورًا رقابيًّا وتشريعيًّا جوهريًّا، بما في ذلك حقه في مساءلة الحكومة وحتى إقالتها.
من جانبه، أوضح الدكتور هشام عناني، رئيس حزب المستقلين الجدد، أن الترشح يتطلب مقومات محددة تختلف حسب المنصب: مجلس الشيوخ: يحتاج إلى خبرة علمية وسياسية في مجالات التنمية المستدامة والتعديلات الدستورية.
وأشار عناني إلى أن نظام "القوائم المغلقة" يقلل من المنافسة الحقيقية، إذ تنجح القوائم غالبًا بالتزكية، بينما يخضع المرشحون في المقاعد الفردية لمعايير أكثر صرامة.
المصدر: RT