مباشر

سفير إسرائيلي يتهم مصر بانتهاك السلام ويحذر من قوتها العسكرية

تابعوا RT على
ادعى سفير إسرائيل السابق لدى القاهرة ديفيد جبرين أن مصر تنتهك ملحق معاهدة السلام العسكري، وحذر الحكومة الإسرائيلية من قوة مصر العسكرية.

وأضاف السفير الإسرائيلي السابق في حوار مع محرر صحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتامار أيشنر، أن مصر تستثمر مبالغ ضخمة في التعزيز العسكري وتنتهك الملحق العسكري لمعاهدة السلام.

وشغل جبرين منصب سفير إسرائيل في مصر بين عامي 2016 و2019، واعتبارًا من نوفمبر 2021، شغل منصب أول سفير لإسرائيل في المغرب وتقاعد مؤخرًا من وزارة الخارجية.

وتحدث جبريت مع يديعوت بمناسبة صدور كتابه الجديد "الشراكة في ظل التنافس" الذي يتناول علاقات القاهرة مع إسرائيل بعيون مصرية.

وزعم جبرين: "لا شك أن مصر تنتهك الملحق العسكري في معاهدة السلام، حيث أرسلت عددا من القوات العسكرية إلى سيناء أكبر مما نص عليه الملحق، ويتجاوز ما وافقت إسرائيل على تقديمه، نظرا لطلب مصر الأخير لمجابهة الإرهاب في سيناء.

وحذر جبرين من أن مصر تستثمر مبالغ ضخمة في التعزيز العسكري رغم عدم وجود دولة تهددها ورغم وضعها الاقتصادي الصعب.

وأضاف: "هناك استثمار كبير من جانب مصر في البنية التحتية العسكرية والمدنية شرقي قناة السويس، وأنه يجب على إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار القدرات التي تبنيها مصر عسكريا، وألا تعتمد على تفسير حسن النوايا أو المصالح، حيث من الممكن أن تتغير نواياها ومصالحها الحالية بسهولة مع تغيير النظام في أي وقت كما حدث في مصر في عام 2012 مع صعود جماعة الإخوان المسلمين للحكم".

وتحدث السفير الإسرائيلي السابق لدى القاهرة عن الموقف المصري تجاه إسرائيل، قائلا: "من ناحية، يشعرون بالعداء والكراهية، لأنه يُنظر إلى إسرائيل على أنها كيان إمبريالي، زرعه أجنبي، وأنه كيان مصطنع".

وأضاف : "كان من السهل نسبيًا بالنسبة لي أن أدافع عن ذلك عندما وصلت إلى مصر، حيث سئلت مرارًا وتكرارًا السؤال (من أين أنت؟)، بمعنى ما هو أصلك؟ ما هو أصلك، فقلت إنني من إسرائيل فكان الرد «نعم، ولكن من أين أتى والديك؟» وبعد فترة فهمت المنطق الموجه وراء السؤال، حيث يُنظر إلى إسرائيل على أنها مجموعة من الناس، كثيرون من يهود العرب والأوربيين، جاءوا من جميع أنحاء العالم ليستقروا في المنطقة، ويحتلوا ويغتصبوا حقوق الفلسطينيين وأرضهم، إضافة إلى ذلك فإن إسرائيل دولة تهدد هويتها الثقافية العربية الإسلامية، وهي منافس لمصر على الساحة الإقليمية والدولية".

وأضاف: "من المهم التأكيد والفهم أن الموقف المصري الرسمي يرفض الاعتراف بالحقوق التاريخية لليهود في أرض إسرائيل وحقهم في إقامة وطن قومي هناك، كما ترفض مصر مفهوم الصهيونية كحركة تحرر وطني مشروعة، فالصهيونية في نظر المصريين كانت وستظل حركة استعمارية تحتل الأراضي الفلسطينية وتنتهك حقوقهم، وأن إسرائيل كيان سياسي ولد في الخطيئة".

وبحسب جبرين فإن مصر تناضل من أجل عدم التعاون مع إسرائيل ثقافيا وشعبيا، بل أن شعور الكراهية يتضاعف لدى المصريين، كما أن مقاومة التطبيع شديدة، حيث تعمل النقابات العمالية المصرية على منع الاتصالات مع الممثلين الإسرائيليين وتقريع إسرائيل إعلامياً مصرياً وخوض صراع على الساحة الدبلوماسية الدولية، وذلك بالرغم من أن مصر على المستوى الحكومي تبنت استراتيجية التعايش مع إسرائيل، ولكن ليس بالضرورة الاعتراف بشرعيتها.

وأوضح السفير السابق أن السياسة المصرية تجاه إسرائيل تتم وفق عدة مبادئ توجيهية منها العلاقات الدبلوماسية الرسمية والسفارات والتعاون الأمني والاقتصادي فقط، وهي علاقات قائمة على المصالح الرسمية فقط.

وقال: "كون مصر أكبر دولة في المنطقة وتلعب دورًا مركزيًا فيها، لا يمكنها قبول القدرات غير التقليدية المنسوبة لإسرائيل، ولا يمكن لمصر أن تقبل حقيقة أن دولة صغيرة مثل إسرائيل يمكن أن تهددها وبالتالي تلحق الضرر بالصورة الوطنية والذاتية لمصر ومكانتها السياسية في المنطقة، ولذلك تعمل مصر على تعزيز المبادرات على الساحة الدبلوماسية بشكل ثابت ومستمر منذ عقود، من أجل إجبار إسرائيل على عدم الانفلات من مراقبتها نوويا على سبيل المثال".

ويحلل كتاب جبرين بالتفصيل الخصائص الرئيسية لحكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث يقول جبرين في كتابه الجديد إن الرئيس السيسي يرى السلام مع إسرائيل خيارا استراتيجيا ويدرك جيدا قيمة معاهدة السلام ومساهمتها في تنمية مصر، ومع ذلك، يرى أن إسرائيل هي التهديد المنسوب لمصر بسبب قدراتها العسكرية المتقدمة.

وأضاف: "لسوء الحظ، هناك انشغال مصري كل عام بالذاكرة الوطنية للانتصار على إسرائيل في حرب يوم الغفران، وتحطيم أسطورة "الجيش الذي لا يهزم"، وهذه الحقيقة تسلط الضوء بشكل أكبر على حقيقة أن إسرائيل هي العدو التاريخي لمصر، وأن إحدى السمات الرئيسية لحكم الرئيس السيسي هي أنه منذ وصوله إلى السلطة، كانت هناك عملية تحديث واضحة وتعزيز هائل للجيش المصري في الجو والبحر والبر بتكلفة مليارات الدولارات، وإلى جانب تجهيز الجيش المصري بوسائل حربية متقدمة، تستثمر مصر الكثير من الموارد في تدريب الجيش وتحسين قدرته العملياتية، وكذلك في بناء القواعد العسكرية والبنى التحتية العسكرية".

ويشير جبرين إلى أن نطاق إنشاء وتوسيع البنية التحتية في سيناء ذو طبيعة دفاعية وهجومية، ويخرج عن ما تم الاتفاق عليه في اتفاق السلام، ومن الأمثلة على ذلك توسيع المطارات العسكرية شرق القاهرة خاصة في سيناء وبور فؤاد والعريش؛ وبناء مخابئ جديدة وتخزين الذخيرة ومضاعفة تخزين الوقود؛ وإنشاء سبعة أنفاق أسفل قناة السويس، أربعة في منطقة الإسماعيلية وثلاثة في منطقة بورسعيد؛ وتوسيع طرق المرور الرئيسية في سيناء إلى الطرق السريعة، في الأماكن التي تكون فيها حركة مرور السكان قليلة.

وأضاف : "في الوقت نفسه، هناك تآكل مستمر في الملحق العسكري لاتفاقية السلام، والذي يتجلى في إدخال عدد من القوات أكبر مما سمحت به إسرائيل لمصر في إطار حربها ضد الإرهاب، ويثير تعزيز الجيش المصري علامات استفهام في ضوء أن مصر تتمتع بواقع جيوستراتيجي مناسب لا يوجد فيه تهديد لها من جيرانها، وأن التعزيز العسكري يجري على الرغم من الوضع الاقتصادي السيئ للبلاد".

وختم جبرين حديثه مع يديعوت أحرونوت قائلا: "بعد كل شيء، وبعد 67 عاما، واليوم، وبعد 7 أكتوبر 2023 هناك علامة استفهام فيما يتعلق بالاعتراف المصري الفعلي بإسرائيل في حدود 48".

المصدر: يديعوت أحرونوت

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا