ووافق برنامج "60 دقيقة"، وهو برنامج تلفزيوني تحقيقي أمريكي، يعرض على قناة CBS، على أن هؤلاء العملاء يمكنهم ارتداء أقنعة وتغيير أصواتهم لإبقائهم مجهولين للتقرير الذي يبث في الساعة 7:30 مساء بالتوقيت الشرقي أو بعد مباراة كرة القدم على شبكة "سي بي إس" و"باراماونت بلَس".
وأخبر العملاء مقدمة البرنامج أنهم اختبروا الأجهزة "عدة مرات للتأكد من وجود أدنى حد من الضرر"، وأضافوا: "إذا ضغطنا على الزر فإن الشخص الوحيد الذي سيصاب هو الإرهابي نفسه. حتى لو كانت زوجته أو ابنته بجواره مباشرة، فهو الشخص الوحيد الذي سيصاب بالأذى"، على حد زعمهم.
وكان هجوم أجهزة النداء والتفجير المماثل عن بعد لأجهزة الاتصال اللاسلكية في اليوم التالي، جزءا من تصعيد دراماتيكي بين "حزب الله" وإسرائيل دفع الآلاف من المدنيين إلى النزوح من منازلهم على جانبي الصراع.
وفي أواخر نوفمبر الماضي، أعلنت الشرطة النرويجية إغلاق التحقيق الذي بدأته في سبتمبر الماضي على خلفية شبهات بارتباط أحد مواطنيها بتوريد أجهزة البيجر لحزب الله والتي انفجرت في لبنان وأسفرت عن إصابة الآلاف.
ونقلت وكالة "رويترز" عن محامي الشرطة هاريس هرينوفيتشا قوله: "يشير التقييم الشامل لجهاز شرطة الأمن.. إلى أنه لا يوجد أساس لبدء تحقيق عادي في إطار تفويضنا"، ولم يقدم المحامي أي تفاصيل أخرى، بحسب الوكالة.
وكانت الشرطة النرويجية قد فتحت في الـ20 من سبتمبر الماضي تحقيقا رسميا بشأن تورط شركة تسمى "نورتا غلوبال" في قضية انفجارات "بيجر حزب الله"، بعد أن تبين أن ينسون يوسي الذي يحمل الجنسية النرويجية أُدرج على أنه مالك الشركة التي تخضع للتحقيق في بلغاريا بشأن صلات محتملة بالقضية.
ووفقا لـ"رويترز" لم تكشف السلطات النرويجية عن مكان وجود يوسي. وعندما اتصلت الوكالة برقم هاتفه النرويجي، أجابت رسالة صوتية بأن الهاتف مغلق، ولم يرد على طلب للتعليق عبر تطبيق واتساب.
وكشفت وسائل الإعلام الكبرى في النرويج أن يوسي، الذي يملك الشركة البلغارية "نورتا غلوبال" المتورطة بتوريد أجهزة البيجر، اختفى في يوم تفجيرها في لبنان.
وغادر مالك الشركة البلغارية التي تخضع للتحقيق في بلغاريا، ينسون يوسي (39 عاما)، النرويج إلى الولايات المتحدة في 17 سبتمبر، وهو اليوم الذي انفجرت فيه أجهزة البيجر في لبنان.
وكان يوسي يعمل في مجال المبيعات لدى شركة نرويجية، وهي مجموعة "دي.إن" ميديا، التي تقدمت ببلاغ لدى الشرطة النرويجية عن اختفائه، وقالت الشرطة إنها أغلقت قضية الاختفاء في الخامس من نوفمبر بعد أن اتصل يوسي بصاحب العمل.
من جانبها قالت وكالة الأمن الوطني البلغارية يوم 20 سبتمبر إنها "تأكدت بشكل لا يقبل الجدل من أن أجهزة البيجر المستخدمة في الهجوم في لبنان لم يتم تصنيعها في بلغاريا ولا تصديرها من الدولة البلغارية".
يذكر أنه في يومي الثلاثاء والأربعاء 17 و18 سبتمبر الماضي، انفجرت أجهزة اتصالات من نوع "بيجر" في مناطق مختلفة من لبنان، وبحسب البيانات الرسمية أسفر ذلك عن مقتل 37 شخصا، بينهم طفلان، وإصابة أكثر من 3 آلاف، واتهم حزب الله والسلطات اللبنانية إسرائيل بالمسؤولية عن الحادث.
واعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن تفجير أجهزة البيجر في هجوم باغتت به حزب الله وأتبعته بحملة عسكرية جوية وبرية كبرى ضد الحزب.
وفي 27 سبتمبر اغتالت إسرائيل الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله بغارة جوية على ضاحية بيروت الجنوبية، فيما تعهد حزب الله بمواصلة قصف إسرائيل.
وبدأت إسرائيل بعد أيام بتوغل بري في لبنان، وهاجمت مناطق مختلفة في البلاد بغارات جوية عنيفة على مدار نحو شهرين، فيما استمر "حزب الله" بقصف مستوطنات الشمال، وأطلق صواريخ في عدة مرات على وسط إسرائيل، وعمل على التصدي للغزو البري، حتى وصل الطرفان عبر مفاوضات غير مباشرة، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في 27 نوفمبر الماضي.
المصدر: وكالات + RT