ونشرت الشبكة الأسبوع الماضي تقريرا مثيرا للجدل، أظهرت مراسلة "سي إن إن" للشؤون الدولية كلاريسا وارد اكتشافها رجلا محبوسا في زنزانة منفردة في أحد سجون دمشق، حيث ظهر الرجل، الذي عرّف عن نفسه باسم عادل غربال، مدعيا أنه مدني تم اعتقاله من منزله قبل ثلاثة أشهر.
وبعد التحقيقات التي أجرتها الشبكة، تبين أن الرجل كان يُدعى سلامة محمد سلامة، وأنه في الواقع كان ضابطا في المخابرات الجوية التابعة لنظام بشار الأسد، حيث شغل رتبة مساعد أول في فرع المخابرات الجوية، وفقاً للوثائق التي كشفت عنها "سي إن إن".
وتم تأكيد هويته بعد مقارنة صورة له تم العثور عليها وهو يرتدي الزي العسكري في مكتبه، حيث أظهر برنامج التعرف على الوجوه تطابقاً بنسبة 99% مع الصورة التي قدمها مراسلون صحافيون.
واكتشف فريق "سي إن إن" هذا الرجل الذي ادعى أنه معتقل منذ عدة أشهر حين كانوا يبحثون عن الصحافي الأمريكي المفقود أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا عام 2012.
ولكن بعد التدقيق والتحقيقات، تبين أن غربال هو في الواقع سلامة محمد سلامة، وكان معروفا محليا باسم أبو حمزة في حي البياضة في حمص.
وفقا للموقع السوري "تحقق-سي إن إن"، إن كان أبو حمزة مسؤولا عن العديد من الحواجز الأمنية في حمص، حيث تورط في ابتزاز المدنيين، وفرض الإتاوات عليهم، وارتكب ممارسات قمعية ضدهم. وكان متورطاً في عمليات عسكرية على جبهات عدة في المدينة خلال عام 2014، حيث قتل العديد من المدنيين وأعاق العديد من الشباب واعتقلهم بناء على تهم كيدية.
وأشار الموقع إلى أن سبب سجنه كان خلافا مع ضابط آخر حول تقاسم الأموال المبتزة من المدنيين، وأنه تم سجنه لفترة لا تتجاوز الشهر. ويؤكد "تحقيق-سي إن إن " أن أبو حمزة حاول تغيير هويته بعد خروجه من السجن، حيث غير رقم هاتفه وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لإخفاء ماضيه العسكري وارتباطه بجرائم حرب.
بعد الكشف عن هويته الحقيقية، أوضح متحدث باسم "سي إن إن" أن الفريق الذي أعد التقرير كان يبحث في السجن عن أي أثر للصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس، موضحا أن قرار إطلاق سراح سلامة لم يكن ناتجا عن أي تدخل من طاقم الشبكة، بل كان قرارا من حارس من قوات المعارضة الذي كان مرافقاً مع فريق "سي إن إن".
من جهته، أعلن الهلال الأحمر السوري، عبر منصته على موقع "إكس"، أنه تم تسليم "سجين محرر" إلى أقاربه في دمشق، لكن مكان تواجد سلامة الحالي يبقى مجهولاً.
وقد أثار هذا التطور جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث شكك البعض في مصداقية التقرير المقدم من "سي إن إن"، مشيرين إلى التناقضات في رواية الرجل، مثل حالته الجسدية التي بدت غير متوافقة مع الظروف القاسية للاعتقال التي كان يرويها.
المصدر: "السومرية نيوز"