مباشر

أكراد سوريا يبدون انفتاحا تجاه السلطة السورية الجديدة رغم مخاوفهم من فقدان مكتسباتهم

تابعوا RT على
منذ إعلان الفصائل المعارضة إسقاط حكم بشار الأسد يبدي أكراد سوريا انفتاحا متزايدا إزاء السلطة السياسية الجديدة في دمشق

ويأتي هذا الانفتاح بحسب محللين رغم مخاوف أكراد سوريا من أن يفقدهم التغيير المتسارع مكتسبات حققوها خلال سنوات النزاع.

وفي بادرة حسن نية أعلنت الإدارة الذاتية الكردية قرارها رفع علم الاستقلال السوري الذي رفعه السوريون منذ خروجهم في تظاهرات سلمية مناهضة لدمشق في العام 2011 على جميع مقراتها ومؤسساتها، معتبرة أنه "يحق للسوريين الاحتفاء بانتصار إرادتهم في إسقاط هذا النظام الجائر".

وجاء قرار الإدارة الذاتية بعد تأكيد مظلوم عبدي قائد الجناح العسكري لقوات سوريا الديموقراطية أن "التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة تضمن حقوق جميع السوريين".

ويخشى الأكراد أكثر من أي وقت مضى من خسارة مكتسباتهم.

ويقول الخبير في الشأن الكردي موتلو جيفير أوغلو لوكالة فرانس برس إن مصير السلطات الكردية في سوريا "ما زال غير واضح، على وقع ديناميات تتغير بسرعة في الميدان".

ويواجه الأكراد كذلك "ضغطا متزايدا من الحكومة التركية والفصائل العاملة بإمرتها"، والتي شنت في الأيام الأخيرة هجمات دامية على منطقتين ذات غالبية عربية في شمال سوريا كانتا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي أخلت مقاتليها منهما تباعا.

وخاضت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة واشنطن معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" في شمال سوريا وشرقها. وتمكنت من إسقاط خلافته ودحره من آخر مناطق سيطرته عام 2019.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته لتركيا أنه "من الضروري العمل ضد تنظيم "داعش" في سوريا بعد سقوط بشار الأسد" بعدما شدد في وقت سابق على أن دور مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية "حيوي" لمنع عودة هذا التنظيم.

وتبذل تركيا وفق محللين كل ما بوسعها لجعل الأكراد في موقع ضعيف في سوريا على ضوء الأحداث الأخيرة.

ويقول جيفير أوغلو: "يواجه الأكراد السوريون تحديات كبرى أبرزها الأعمال العدائية التركية المستمرة تجاههم".

ومنذ عام 2016 نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا وتمكنت من السيطرة على شريط حدودي واسع.

وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة "إرهابية" ويخوض تمردا على أراضيها منذ عقود.

وصرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بعد محادثات مع بلينكن بأن "أولوياتنا تقضي بضمان استقرار سوريا في أسرع وقت ممكن ومنع انتشار الإرهاب ومنع الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني من السيطرة".

ويرى جيفير أوغلو أن "كل الهجمات والتهديدات التركية ضد الأكراد هي محاولة مباشرة أو غير مباشرة لتقويض الإدارة الذاتية الكردية وتوسيع السيطرة التركية في شمال سوريا".

وقد تصطدم مساعي أنقرة بمعارضة حلفائها الغربيين إذا ما عزمت على القضاء على الإدارة الذاتية الكردية وتجريد الأكراد من مكتسباتهم.

ومع تفاؤله بالإطاحة بالأسد يقول خورشيد أبو رشو لوكالة فرانس برس في القامشلي "نتمنى بناء دولة ديمقراطية تكون فيها حقوق الأفراد والأديان كلها مصانة"، متابعا "نريد دولة فدرالية وليست ديكتاتورية".

ويضيف "في جسدي ندبات من الحرب في هذه البلاد ولن أقبل إلا بدولة ديمقراطية".

 

المصدر: وكالة فرانس برس

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا