ومن بين الأهداف التي قد تحققها إسرائيل: الإطاحة بحكومة إيران، ومنع إقامة دولة فلسطينية، ووقف إعادة بناء القرى اللبنانية على طول حدود إسرائيل، وفق ما قاله بتسلئيل سموتريتش في مقابلة مع صحيفة "بلومبرغ".
وأضاف سموتريتش: "نحن بحاجة إلى التعامل مع رأس الأخطبوط والقضاء على النظام الإيراني. يجب أن نتعاون في هذا مع إدارة ترامب الجديدة. لا يستطيع العالم الغربي أن يتحمل نظاما دكتاتوريا يسعى إلى الحصول على أسلحة نووية ويهدد بتدميرنا"، على حد قوله.
ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب سيدعم مثل هذه الخطوة، خاصة إذا كانت تنطوي على عمل عسكري أمريكي.
وعلى الرغم من أن الرئيس السابق، والمنتخب حاليا، مؤيد بشدة لإسرائيل وشدد العقوبات ضد طهران في ولايته الأولى، إلا أن فريقه ذكر أنه لن يسعى إلى الإطاحة بالحكومة الإيرانية وسيتجنب حربا أخرى في الشرق الأوسط.
أجريت المقابلة مع سموتريتش قبل سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وفي حديث هاتفي يوم الاثنين، اعتبر وزير المالية الإسرائيلي أن هذا من شأنه أن يلهم الشعب الإيراني للثورة والإطاحة بحكومته.
وأردف سموتريتش: "رسالتي إلى الإيرانيين هي: كسر حاجز الخوف". متابعا: "البديل هو حرب لن تترك لإسرائيل أي خيار سوى سحق الاقتصاد الإيراني، بما في ذلك منشآت النفط والطاقة".
وفي حين أن سموتريتش لاعب رئيسي في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلا أنه أكثر تشددا من رئيس الوزراء الذي لم يصدر هو نفسه مثل هذا التهديد.
وفيما يتعلق باقتصاد إسرائيل البالغ 525 مليار دولار، كان سموتريتش متفائلا، فبعد أربعة عشر شهرا من الحرب التي اندلعت بسبب أحداث 7 أكتوبر 2023، أوضح أن اقتصاد إسرائيل لا يزال قويا، بما يتجاوز التوقعات. ورفض توقعات أخرى مفادها أن عام 2025 لن يعكس انتعاشا قويا.
غالبا ما يتم إقران سموتريتش، وهو مستوطن في الضفة الغربية ويرأس الحزب الصهيوني الديني، مع وزير الأمن القومي المتطرف إيتامار بن غفير باعتبارهما المرسيات القومية الدينية لائتلاف نتنياهو. ويشغل سموتريتش وحزبه ثمانية مقاعد في البرلمان، وهو ما يكفي لإسقاط الحكومة إذا اختار ذلك.
هذا وأشار سموتريتش إلى أن إدارة ترامب القادمة "تفهم الالتزام بضمان الوجود المستقبلي لإسرائيل" وهذا يتضمن إلغاء فكرة حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، في حين لم يتحدث ترامب نفسه عن هذا مؤخرا وتجري مناقشة نهجه المحتمل بشراسة.
وأردف أن الدولة الفلسطينية ليست واردة حتى كجزء من صفقة التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. مردفا: "إذا كان هذا بمثابة كسر للصفقة، فإن الصفقة سوف تغرق".
وفي حين يختلف سموتريتش ونتنياهو في بعض الأمور، إلا أنهما يشتركان في الرفضه المتشدد للدولة الفلسطينية، كما تفعل أغلبية الناخبين الإسرائيليين منذ 7 أكتوبر 2023.
وقد كانت المملكة العربية السعودية وإسرائيل قريبتين من اتفاق تقوده الولايات المتحدة قبل الحرب في غزة، ومنذ ذلك الحين، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنه لن يعترف بإسرائيل ما لم تتخذ خطوات نحو قبول الدولة الفلسطينية.
وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، رأى سموتريتش، مثله مثل نتنياهو، أن إسرائيل لا ينبغي أن تسمح للسلطة الفلسطينية بالسيطرة على أي جزء من غزة بمجرد انتهاء القتال. ويتفقان على أن هذا لن يحدث حتى تدمر إسرائيل حماس كجسم حاكم.
ولكن حتى ذلك الحين، يقول سموتريتش: "ستبقى إسرائيل في غزة لسنوات عديدة لضمان أمنها كما نفعل في الضفة الغربية". ومن غير الواضح موقف نتنياهو من هذا.
وفي حديثه عن وقف إطلاق النار في لبنان، والذي دخل الآن الأسبوع الثاني من فترة انتقالية مدتها 60 يومًا، لفت سموتريتش إلى أن إسرائيل ستعمل على إقناع حلفائها بفرض حظر على إعادة بناء المنازل المدمرة في القرى اللبنانية على طول الحدود.
ويضيف سموتريتش: "إن الاتفاق ينص على ألا يستطيع حزب الله إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية وهذا هو السبب الذي دفعنا إلى تدمير تلك المنازل. وأي هيكل يستخدم لإخفاء نفق أو مخبأ أو صاروخ هو بنية تحتية عسكرية".
وبصفته وزيرا للمالية، قدم سموتريتش الأسبوع الماضي ميزانية عام 2025 إلى البرلمان للموافقة النهائية عليها. ويبلغ إجماليها 619 مليار شيكل مع أكبر إنفاق، أي 107 مليار، وهو إنفاق دفاعي. وهذا مثلما في العام الماضي ولكنه أعلى بنحو 70% مما كان عليه قبل الحرب.
المصدر: "بلومبرغ"