وحسب الصحيفة الأمريكية فإنه في الأيام الأخيرة، أعرب مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون كبار عن تفاؤلهم بشأن الجهود الأمريكية للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، قائلين إن التوصل إلى اتفاق ممكن قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه، على الرغم من أن النقاط الشائكة الرئيسية لا تزال قائمة.
وينظر بعض الخبراء الأمنيين إلى العملية البرية الإسرائيلية الموسعة على أنها خطوة تكتيكية لتحييد خطر هجمات "حزب الله" الصاروخية المضادة للدبابات على البلدات الحدودية الإسرائيلية. ويقولون إن هذه الخطوة ضرورية لإقناع حوالي 60 ألف مستوطن بأنهم يستطيعون "العودة بأمان" إلى المناطق التي فروا منها خوفا من اجتياح "حزب الله" في بداية الحرب في أكتوبر 2023.
وأفادت الصحيفة بأن آخرين يرون أن التوغل بشكل أعمق في لبنان هو مناورة محفوفة بالمخاطر للضغط على "حزب الله" للموافقة على وقف إطلاق النار بشروط إسرائيل. ويقولون إنه إذا لم يلن "حزب الله"، فقد تنجر إسرائيل إلى صراع طويل الأمد في عمق لبنان.
ولفت تامير هايمان، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية والمدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب لـ"وول ستريت جورنال" إلى أن إسرائيل تضيع الفرصة السانحة التي يمكن من خلالها الاستفادة من إنجازاتها الأخيرة ضد "حزب الله"، بما في ذلك قتل جميع قياداته تقريبا، في أفضل شروط ممكنة لوقف إطلاق النار.
وأضاف أنه إذا انتظرت إسرائيل وقتا طويلا، يمكن لـ"حزب الله"، بمساعدة إيران، أن يعيد تشكيل نفسه ويرفض وقف إطلاق النار ويغرق إسرائيل في حرب عصابات.
وتقضي الخطوط العريضة للاقتراح الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بأن ينقل "حزب الله" جميع قواته وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني - وهو ممر مائي يبعد حوالي 18 ميلا شمال الحدود الإسرائيلية وعلى بعد 8 أميال من الحدود في أقرب نقاطها. وسيكون الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مكلفين بمنع الجماعة المسلحة من العودة.
وكشف المسؤولون الإسرائيليون أن نقطة الخلاف الرئيسية هي ضمان قدرة إسرائيل على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار إذا فشلت الأمم المتحدة والقوات المسلحة اللبنانية في ذلك. وتسعى إسرائيل أيضا إلى إيجاد طرق لمنع "حزب الله" من تجديد مخزونات الأسلحة التي دمرتها إسرائيل.
ووفقا لشخص مطلع على المفاوضات، فإنه على الرغم من التفاؤل الإسرائيلي والأمريكي، إلا أن الحكومة اللبنانية و"حزب الله" رفضا أخيرا طلب إسرائيل فرض أي وقف لإطلاق النار بنفسها. وبدلا من ذلك، اقترحا إضافة ضامن رابع إلى اللجنة المسؤولة عن فرض اتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي والأمم المتحدة، ومن المرجح أن تكون الولايات المتحدة.
المصدر: "وول ستريت جورنال"