فبعد ما وصفته صحيفة "معاريف" بـ"كارثة" الطائرة بدون طيار في قاعدة جولاني الجوية الإسرائيلية، التي تبناها "حزب الله" وأسفرت عن مقتل 4 جنود وإصابة العشرات، صرح يارون بوسكيلا في مقابلة مع الصحيفة بالقول: "حادثة الأمس تثبت أن حزب الله في الواقع يتصرف تماما كمنظمة إرهابية وليس كدولة"، على حد زعمه.
ووفق وصفه: "لدى الدولة (كدولة) نقطة تتوقف عندها، لأن لديها في الواقع الكثير لتخسره، بينما المنظمة الإرهابية ليس لديها ما تخسره.. فهي ليست مسؤولة لا عن المواطنين ولا عن لبنان كدولة، ولم تنتفض إلا لقتال إسرائيل حتى آخر عناصرها، لذلك لن تتوقف حتى تُضرب فعليا بكل قدراتها المسلحة ويقتل جميع عناصرها، وخاصة المحرك الذي يولد الإرهاب وهذا المحرك يسمى إيران".
واعتبر بوسكيلا أن "أولئك الذين احتفلوا بعد الهجوم على نصر الله لم يفهموا في الواقع كيف تعمل المنظمة الإرهابية"، مردفا: "لا يعني هذا أن الضربة التي وجهناها إليها لم تكن خطيرة. لقد ألحقنا بالتأكيد أضرارا كبيرة بقدراتهم.. ولكننا كنا سنرى قدرات يصعب التعبير عنها لولا إضرارنا بمركز الثقل في قيادتهم".
وأكمل: "ما نراه الآن هو استمرار لقدراتهم حتى بعد هذه الضربة. لذا، يجب استيعاب مدى قوة هذه المنظمة التي تتمتع بنقاط قوة كبيرة جدا وقد تم بناؤها على مر السنين من قبل الراعي الرئيسي، وهو إيران.. أما فيما يتعلق بالإرهاب، فلا نحتفلنّ حتى ينتهي هذا التنظيم من الوجود، ربما يبقى كفكرة، لكن الفكرة لن يكون لها أي قدرات مرتبطة بها"، على حد تعبيره.
وأوضح بوسكيلا قائلا: "في النهاية، طالما أن القناة بين إيران وبيروت مفتوحة، هذه القناة التي تمدهم بالأسلحة والذخائر وتستمر فعليا في تغذيتهم بهذه الأسلحة، فإننا لا نزال نحارب دولة جبهتها الوحيدة معنا هي بكل بساطة موجودة في لبنان.. إيران لها في الواقع حدود مشتركة معنا، هي الحدود مع لبنان.. لذلك، في رأيي، لا توجد طريقة لهزيمة حزب الله دون الإضرار بإيران"، وفقا له.
واستطرد: "ضرب إيران هو السبيل الوحيد لإلحاق الضرر بجميع المنظمات الإرهابية، وجميع وكلائها، سواء في العراق أو في اليمن أو في لبنان، وبالطبع أولئك الذين يغذيهم الإيرانيون في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، لأن القدرات تأتي من هناك، وكل الأسلحة تأتي من هناك، لذا يجب فهم مركز الثقل وضربهم، وبمجرد أن تتضرر بقية التنظيمات تضعف قوتها".
تصريحات المقدم (احتياط) يارون بوسكيلا نشرتها صحيفة "معاريف" بعنوان: "الجميع احتفلوا بعد تصفية نصر الله - والآن جاءت الأخبار السيئة"، في إشارة إلى الهجوم الذي نفذه "حزب الله" ليل أمس الأحد على قاعدة تدريب للوحدة "جولاني" في بنيامينا جنوبي حيفا.
جدير بالذكر أن إسرائيل شنت عملية "سهام الشمال" العسكرية على لبنان في 23 سبتمبر، ونفذت خلالها غارات جوية واسعة النطاق. والهدف المعلن هو خلق ظروف آمنة في مناطق الحدود الشمالية لإسرائيل حتى يتمكن عشرات الآلاف من السكان من العودة إلى هناك.
ونتيجة إحدى الغارات التي وقعت في 27 سبتمبر في بيروت، قُتل نصر الله، وأكد الحزب مقتله وتعهد بمواصلة قصف إسرائيل حتى وقف إطلاق النار في غزة.
المصدر: "معاريف"