وحول الزيارة المنتظرة إلى فرنسا بين سبتمبر أو أكتوبر، أشار الرئيس الجزائري خلال اللقاء الدوري مع ممثلي الصحافة الأول منذ انتخابه لعهدة رئاسية جديدة، إلى أن "الزيارة مستبعدة في الوقت الراهن". واستعمل العبارة التاريخية المعروفة "لن أذهب إلى كانوسا".
والعبارة التي استعملها الرئيس تبون في حواره عندما سئل هل يزور فرنسا فقال "لن أذهب إلى كانوسا" هي "إذلال كانوسا"، وحادثة تاريخية عن اعتذار الإمبراطور الروماني هنري الرابع للبابا غريغوري في قلعة كانوسا في إيطاليا التي أصبحت رمزا للاذلال والخضوع فشبه الرئيس زيارة فرنسا كالذهاب إلى كانوسا.
وكانت زيارة الرئيس الجزائري التي أرجئت مرارا منذ مايو 2023، مقررة بين نهاية سبتمبر ومطلع أكتوبر 2024، لكن العلاقات بين الجزائر وباريس شهدت فتورا من جديد.
وحول الاستعمار الفرنسي (من 1830 إلى 1962) ومسائل الذاكرة، قال الرئيس الجزائري: "نريد الحقيقة التاريخية، ونطالب بالاعتراف بالمجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي الذي كان استيطانيا بحتا".
وأضاف: "لن نقبل الأكاذيب التي يتم نسجها حول الجزائر".
واتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون جهات وصفها "بالمتطرفة" داخل المشهد السياسي الفرنسي بمحاولة تلويث سمعة الجزائر عن طريق "مجموعة أكاذيب" ناهيك عن محاولة خلط الأولويات في رسم العلاقات بين البلدين.
كما تطرق الرئيس الجزائري لقضية التجارب النووية الفرنسية في الجزائر، مخاطبا فرنسا: "إذا أردتم أن نكون أصدقاء، تعالوا ونظفوا مواقع التجارب النووية".
وبين عامي 1960 و1966، أجرت فرنسا 17 تجربة نووية في عدة مواقع بالصحراء الجزائرية. وكشفت وثائق رفعت عنها السرية عام 2013، أنه لا تزال هناك تداعيات إشعاعية كبيرة تمتد من غرب إفريقيا إلى جنوب أوروبا.
وأشار تبون أيضا إلى الاتفاقية الفرنسية الجزائرية لعام 1968، التي تمنح وضعا خاصا للجزائريين من حيث حقوق التنقل والإقامة والعمل في فرنسا، وقال إنها أصبحت "فزاعة وشعارا سياسيا لأقلية متطرفة" يمينية في فرنسا تدعو إلى مراجعتها.
المصدر: RT