وأضاف في حوار مع صحيفة "الأسبوع" المصرية: "هذه العملية تحمل بصمة مخابراتية بامتياز، ويبدو أن إسرائيل، بالتعاون مع جهات أجنبية، قد وضعت خطة دقيقة منذ عام 2022. يُعتقد أن مصنعا وهميا تم إنشاؤه في دول مثل المجر أو بلغاريا، بهدف تصنيع بطاريات تحتوي على مواد متفجرة خفية داخل أجهزة "البيجر". هذه الهجمات لم تستهدف مجموعة صغيرة من القيادات، بل كانت على نطاق واسع، مما يشير إلى خسارة كبيرة لحزب الله، كما وصفها الأمين العام للحزب حسن نصر الله".
وردا على سؤال عن مدى تأثير هذه التفجيرات على قدرة حزب الله على العمل والتواصل؟ وهل يمكن أن تؤدي إلى تغيير في استراتيجيته؟، أجاب الدبلوماسي المصري: "التأثير واضح وكبير، خصوصا مع إصابة آلاف العناصر التي تلعب أدوارا محورية في العمليات الطارئة للحزب. خسائر بشرية كبيرة وخسارة على المستوى الأمني، لكن الحزب يمتلك وسائل اتصال بديلة أكثر أمانا يصعب على إسرائيل اختراقها. ومع ذلك، قد يلجأ حزب الله إلى طرق اتصال تقليدية كما تفعل المقاومة في غزة، مثل الاعتماد على الإشارات المباشرة. أما من ناحية الاستراتيجية، فإن الحزب لن يتراجع وفقا لما أكده نصر الله، الذي أشار إلى أن المقاومة ستستمر رغم كل شيء".
وعن الرسائل التي تسعى إسرائيل لإيصالها من خلال هذه العملية، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: "إسرائيل ترى هذه الهجمات كفرصة سانحة لتقليص نفوذ حزب الله واستهداف بنيته التحتية، خاصة في ظل التوترات في غزة. تسعى إلى خلق حالة من الفوضى في شمال لبنان، وتحقيق أكبر قدر من الأمان للإسرائيليين في الشمال. الهدف الأساسي هو تحييد حزب الله لأطول فترة ممكنة".
واستبعد الدبلوماسي المصري وقوع حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل وقال: "رغم خطورة الوضع، لا أعتقد أننا نتجه نحو حرب شاملة، لأن الأطراف الداعمة لحزب الله، مثل إيران، ليست مستعدة لخوض صراع شامل الآن. لبنان طلب عقد جلسة لمجلس الأمن لبحث الهجمات، لكن في النهاية، حزب الله جزء من التركيبة السياسية اللبنانية، وقد يكون التصعيد محدودا".
أما حول السيناريوهات المحتملة لرد حزب الله على هذه الهجمات؟ وهل من الممكن أن نشهد تصعيدا عسكريًا قريبا؟. فقد أجاب رخا أحمد حسن: "حزب الله سيحتاج إلى الرد للحفاظ على مصداقيته، خاصة بعد التصريحات القوية للأمين العام حسن نصر الله. لكن الرد قد يكون محدودا ويقتصر على هجمات متفرقة، لأن الحزب يدرك أن التصعيد الكامل قد يؤدي إلى خسائر أكبر".
وتابع قائلا عن التطورات في غزة وعلاقة ذلك بالتوتر في لبنان: "إسرائيل نجحت في تحقيق أهدافها الرئيسية في غزة، حيث دمرت البنية التحتية وأوقعت خسائر بشرية كبيرة. الهجمات على غزة ولبنان مرتبطتان بشكل كبير، فإسرائيل تحاول الضغط على الأطراف الفلسطينية واللبنانية في نفس الوقت لتحقيق أهدافها الإستراتيجية".
المصدر: صحيفة الأسبوع المصرية