وبحسب تصريح لرئیس مكتب رعایة المالح الإيرانية في مصر، محمد حسین سلطاني، فإن المشاورات المکثفة والوثیقة بین إيران ومصر ساهمت في إبقاء أجواء الحرب في غزة ولبنان والبحر الأحمر بعیدة عن تفاقم الأزمة والحرب الشاملة.
وتحدث خبراء ودبلوماسيون لـ RT عن دلالات ما تحمله تلك التصريحات، ومدى وجود تقارب بين (إيران وتركيا ومصر والسعودية)، وفي حال حدوث هذا التقارب كيف سينعكس على أزمات المنطقة التي تشهدها من الأوضاع في غزة والبحر الأحمر.
وترى أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة الدكتورة نورهان الشيخ، وجود تقارب واضح بين القاهرة وطهران خلال الفترة الأخيرة وهو تطور كبير لم تصل إليه العلاقات بين البلدين لهذه الدرجة منذ عقود وزيارات متبادلة بين البلدين، وكذلك تقارب مصري تركي واتفاق على تعزيز التعاون، وكذلك تقارب بين السعودية وإيران وتركيا، وكل هذه خطوات مهمة في هذه الفترة لهدفها التنسيق في قضايا المنطقة، وخاصة أمن الملاحة في منطقة البحر الأحمر، إلا أن الدول الأربع ليست على نفس الدرجة من حيث العلاقات مع إسرائيل، القاهرة وأنقرة يجمعهما علاقات واتفاقيات وتمثيل دبلوماسي رغم التحفظ على السياسات والممارسات الإسرائيلية، وطهران ليس بينهما وبين تل أبيب إلا العداء التام والمطلق.
ووضحت أستاذة العلاقات الدولية أن وجود هذه التنسيق يسهم في منع قيام حرب إقليمية ومنع اتساع رقعة الحرب ويساهم في خفض التصعيد، خاصة وأن مصر وتركيا يمثلان رقما مهما في المعادلة الإقليمية للحد من التصعيد وزيادة التوترات، في ظل أنه على ما يبدو أن القوى العالمية الكبرى تركت تفاهمات الإقليم للقوى الكبرى فيه لتكون عليها مسؤولية التهدئة وخفض التصعيد.
ولم تستبعد أستاذة العلوم السياسية، عقد اجتماع قريب بين مصر وتركيا وإيران والسعودية، في ظل وجود ضرورة ماسة لعقد مثل هذا الاجتماع لتوحيد الرؤى لخفض التصعيد، حتى وإن لم يعقد هذا الاجتماع علنا لأنه وإن كان الهدف تهدئة أوضاع المنطقة فإن سيكون هناك حرص على ألا تستشعر إسرائيل أنها في معاداة كاملة مع كل قوى المنطقة مما قد يتسبب في زيادة تعقيد الأوضاع في غزة وتوسعة رقعة الصراع.
وتوقعت أن يساهم التعاون بين القوى الإقليمية الأربع وينعكس في المستقبل القريب بحل الأزمة اليمنية، وعودة الاستقرار والأمن إلى سوريا الموحدة، وتطبيع العلاقات بين طهران والمنامة، وانتخاب رئيس جديد للبنان وازدهار وتعزيز مكانة العراق في العلاقات الإقليمية والثنائية، وذلك بحسب ما صرح به الدبلوماسي الإيراني.
في حين يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أنه قد يكون هناك اتفاق من حيث المبدأ بين الدول الأربع على احتواء التصعيد في ظل وجود قاسم مشترك وهو إدراك تلك الدول لخطورة التصعيد على المنطقة بأثرها، في ظل وجود تقارب بين السعودية وإيران والسعودية وتركيا، وتقارب مصري تركي، واستمرار الحوار المصري الإيراني، لذا فإن تلك الدول تتفق على أهمية وقف التصعيد وأن مصلحتها في احتواء أزمات المنطقة.
ويوضح الدبلوماسي المصري السابق أن عاصمتين فقط من موسكو وبكين فم يمكنهما الضغط على إيران لوقف التصعيد في المنطقة التي بدورها تطلب من الحوثيين وقف عملياتهم في البحر الأحمر وعودة حركة الملاحة العالمية لطبيعتها، في ظل عدم وجود أي جدوى لتلك الهجمات ولم تسبب خسائر لإسرائيل، لكن كان الخاسر الأكبر اقتصاديا هى مصر التي تضررت نتيجة تعطل حركة الملاحة في قناة السويس، وخسائر مصر بكل تأكيد ليست في مصلحة فلسطين.
وركز على أن الدول الأربع وإن كان بينهما علاقات دبلوماسية وتصريحات إعلامية للتقارب، فإن العلاقات بينهما يمكن أن يطلق عليه تشابه مواقف أو أراء، لكن لا يمكن أن توصف تلك العلاقات بين الدول الأربع بأنها تقارب حتى الآن.
المصدر: RT
القاهرة – محمد الصاحي