وخلال احتفاء مؤسسة التعليم فوق الجميع باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات تحت عنوان "التعليم في خطر: التكلفة الإنسانية للحرب"، أشارت الشيخة موزا إلى أنه "عندما أتحدث عن الهجوم على التعليم لا أقصد، بطبيعة الحال، المعنى المجرد للتعليم، وإنما دلالته الشاملة، فالتعليم يعني صفوفا تكتظ بأطفال أبرياء يحلمون، ويحلم أهاليهم، بمستقبل يريدون من مركب التعليم أن يحملهم إليه، التعليم يعني أيضاً معلمين يُسخّرون علمهم ويبذلون قصارى جهودهم من أجل تأهيل هؤلاء الأطفال لتحقيق أحلامهم وأحلام أهاليهم".
وشددت على أن "التكلفة الإنسانية للحرب على غزة لا يقبلها ذو ضمير وأخلاق ومبادئ إنسانية"، مضيفة: "إنني واحدة من الذين ينتابهم الغضب حيال ما يرتكب من جرائم بحق الفلسطينيين وبحق القانون الدولي".
وأضافت: "أنا غاضبة من حجم وعدد الجرائم التي ترتكب في غزة، غاضبة من فرط الصمت الفاضح لإنسانيتنا التي هربت من واقع الفجيعة وانخرطت في ما يتعارض مع نبل مبادئها، غاضبة من مجتمع دولي يدعي أنه متحضر فإذا بغزة تطيح بادعائه وتعلن احتضاره، غاضبة من زعماء دول انتفضوا غضبا لحرب وصمتوا طويلا عن أخرى، غاضبة من زعماء دول يتحدثون كثيرا عن حقوق الإنسان وولاية القانون الدولي ويسكتون عما يجري في غزة من إبادة جماعية، غاضبة من زعماء كثيرا ما سمعناهم يقولون إن فلسطين قضيتهم المركزية ولا نرى شيئاً من هذه المركزية في مواقفهم".
وأشارت الشيخة موزا إلى أن "ما يحدث في غزة أماط اللثام عن وحشية عالم زعم أنه متحضر وظنناه كذلك وخاب ظننا. ولا أقصد هنا من يرتكبون الجرائم ويقتلون الأطفال والنساء فحسب، بل كل من دعم هذا العدوان الغاشم بالمال والعتاد ومن اختار الصمت أو التفرج على ما يجري في غزة، ومن شجع على العدوان بشكل سافر أو مستتر".
وتابعت قائلة: "لا بدء أكثر إلحاحا وواقعية وأخلاقية من الاستهلال بغزة التي تتعرض لقصف وحشي يمثل إمعانا في الإبادة الجماعية بمجازر يومية متكررة كان من فظائعها المجزرة التي قتل فيها أكثر من مائة نازح فلسطيني كانوا يحتمون بمدرسة التابعين بمنطقة حي الدرج.. ولو أقدمت أيّ دولة في آسيا أو أفريقيا على ارتكاب هذه المجزرة لسارع المجتمع الدولي، بلا تردد، إلى حصارها ومعاقبتها".
المصدر: RT