وأوضح المحلل المصري في تصريحات لـRT أنه في ظل تطور الأوضاع في غزة وزيادة نسبة الركود الاقتصادي التي تشهدها المنطقة وتاثر حركة الملاحة في قناة السويس وحركة التجارة العالمية كان هناك انخراط في العلاقات المصرية التركية والتي عادت لطبيعتها بعد فترة جفاء طويلة لتضع العديد من ملامح التوافق بين البلدين في الملفين السياسي والاقتصادي ولهذا تم تدشين مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى مصر.
وتابع الخبير المصري: "لكن ظروف الحرب في غزة حالت دون رد هذه الزيارة من قبل الرئيس السيسي ولكن مع استمرار دبلوماسية الهاتف استطاع الجانبان توافق الرؤية في العديد من الملفات الساخنة ومن أهمها الملف الليبي والمساهمة في إعادة بناء مؤسسات الدولة".
ونوه بأنه هناك اتصالات بسبب رغبة إثيوبيا في بناء قاعدة عسكرية في ميناء بربرة على ساحل صومالي لاند وهو ما يشعل الصراع في منطقة القرن الإفريقي هذا بجانب أزمة السودان كل هذه الأمور الساخنة ستدفع القيادة السياسية في البلدين إلى تنسيق الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا بعد ثورة 30 يونيو وذلك لتفعيل أول اجتماع لمجلس التعاون الاستراتيجي.
وأشار الجمل إلى أنه سيتم تفعيل ما يقرب من 27 اتفاقية اقتصادية وعسكرية تعمل على مواجهة التضخم الذي تعاني منه تركيا فضلا عن الاستفادة من المناطق اللوجيستية التي تقيمها مصر في قناة السويس لجذب الاستثمارات التركية ومحاولة إنتاج مشتركة بموجبه يتم غزو الأسواق الإفريقية التي صارت هدفا استراتيجيا للبلدين وخاصة ملف العمالة المصرية المهارة والمدربة كما أن إعادة إعمار غزة ملف هام سيكون حاضرا بقوة على طاولة الزيارة التاريخية الأولى للرئيس السيسي لما يتمتع به الجانبان من علاقات طيبة بالسلطة والفصائل الفلسطينية كما أن دفع الحوار بين أنقرة ودمشق له جانب كبير على أجندة الزيارة.
من جانبه، قال محمد ربيع الديهي المحلل السياسي المختص بشؤون تركيا إنه لا شك أن الحديث حول زيارة السيسي المرتقبة إلى تركيا تثير الكثير من التساؤلات حول مسار العلاقات بين البلدين، وما هو الجديد في هذه العلاقات.
وتابع في تصريحات لـRT: "لعل أبرز ما قد تشهده الزيارة هو توقيع مصر وتركيا اتفاقية شراكة شاملة في عديد من المجالات بهدف ترقية العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وفي سياق ذلك سوف يترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى".
ونوه بأنه من المتوقع أن يشهد اللقاء المرتقب تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات كافة بما يخدم الرؤية المصرية لتوطيد عديد من الصناعات كما أن ملف الطاقة سوف يحظى باهتمام كبير في نقاشات قادة البلدين خاصة في ظل الفرص والامكانيات المتاحة بينهم للتعاون ناهيك عن مناقشة القضايا الإقليمية.
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم