وصرح بأن تونس رفضت أي وصفات من الخارج من مؤسسات اعتقدت أنها وصية على البلاد، مردفا بالقول: "فتبّا لأيّ تدخل خارجي كما تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ".
وذكّر قيس سعيد في هذا الإطار بمختلف المحطات التي شهدتها تونس منذ سنة 2021 على غرار بتنظيم الاستشارة الوطنية تم إثرها وضع دستور جديد تاريخه الرسمي هو تاريخ عيد الجمهورية وتنظيم انتخابات مجلس نواب الشعب وسيتم تنظيم الانتخابات الرئاسية يوم 6 أكتوبر القادم.
وأفاد بأنه وإلى جانب هذه المحطات، حققت تونس بناء على اختياراتها الوطنية نتائج أفضل بكثير مما تحقق في السابق.
وأوضح أنه تم تحقيق نتائج أفضل لأنه تم الاختيار على التعويل على الذات، حيث حقق الميزان التجاري في المجال الغذائي فائضا إيجابيا إلى حدود أواخر يونيو، كما ارتفع مخزون العملة الأجنبية إلى 113 يوم توريد والرقم مرشح للارتفاع.
وأكد في السياق أن هذه المؤشرات لا تخفي حجم التحديات التي يجب على الجميع رفعها بالعمل، مشيرا إلى أنه على يقين أن تونس ستتخطاها وستتجاوزها.
وذكر في كلمته أن وجد إرثا ثقيلا وحجما كبيرا من الخراب مما يتطلب التأني في معالجة ذلك حرصا على السلم داخل المجتمع وعلى الأمن القومي.
وأضاف أن من أسباب التأني أيضا تفكيك الشبكات التي تنظمت داخل عدد من مؤسسات الدولة وعطلت السير الطبيعي لدواليبها ومن مظاهرها القطع المتعمد للماء والكهرباء ورفض تقديم أبسط الخدمات لمنظوري الإدارة إلى جانب تعطيل ممنهج لعدد من المشاريع بالرغم من أن الأموال المرصودة لها متوفرة، فضلا عن الخيانات والارتماء في أحضان الصهيونية والانخراط في المحافل الماسونية في تونس.
وشدد على أن تفكيك شبكات الفساد ومحاسبة المفسدين وإعادة الحقوق المشروعة للبؤساء والمفقرين هي خيارات ستتحقق وذلك ما يريده الشعب.
وأشار إلى أن عددا من المسؤولين وإلى جانب هذا الوضع الصعب والدقيق، لم يؤدوا واجبهم لخدمة الوطن وحمل الأمانة حتى بالحد الأدنى المطلوب، مبينا أنه تدخل في كثير من الأحيان لدى المسؤولين الجهويين من أجل رفع فضلات أو فتح مكتب بريد على سبيل الذكر، وهي من المسائل التي من المفترض أن يقوم بها ويحرص على تنفيذها المسؤول الذي ارتمى في أحضان اللوبيات.
وأردف بالقول: "والأدهى والأمر أن عددا من المسؤولين في الجهات وكذلك على المستوى الوطني، لم يكلفوا أنفسهم بالتنقل إلى العمادات ولو حتى مرة واحدة، حتى أن أحدهم لا يعلم بوجود العمادة التي زرتها في إحدى المناسبات".
وشدد رئيس تونس على أن الوضع الذي تعيشه البلاد هو وضع غير مسبوق وهو صراع بين نظام سياسي جديد ومنظومة لم يقع تفكيكها بالكامل عادت إلى التسلل في المدة الأخيرة لتتآمر.
ومضى قائلا: "ليعلم الجميع أن المرحلة القادمة لن تتم إدارتها بشرعية أسقطها الشعب، إنما جمهورية جديدة نبنيها لا مكان فيها للصوص ولا للخونة ولا للعملاء فالشعب التونسي يريد تقرير مصيره بنفسه".
المصدر: RT + وسائل إعلام تونسية