وقالت الخبيرة المصرية في تصريحات لـRT إن عملية طوفان الأقصى قد كشفت النقاب عن أن مخطط توطين الفلسطينيين في سيناء هو الحل الوحيد لدى الساسة الإسرائيليين لحل القضية الفلسطينية للهروب من مبدأ حل الدولتين، وذلك انصياعًا لفتاوى الحاخامات المتطرفين التي أوصت بأنه لا تفريط في أي سنتميتر من أرض إسرائيل.
وأضافت أن التوتر الحاصل بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تجلى بعد أيام قليلة من طوفان الأقصى حيث بدأت رسائل المسؤولين الإسرائيليين والضغوط الأمريكية والأوروبية وحتى من قبل دول عربية تنهال على مصر بمغريات اقتصادية للخروج من أزمتها.
وتابعت فوزي بأن نتنياهو قد سبق وعرض على مصر مرارا وتكرارا هذا المخطط بسنوات حيث طرحه عام 2009 على الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بعد عملية الرصاص المصبوب لتوطين الفلسطينيين في سيناء ورفضه مبارك بشدة وحذره من تأجج الصراع ومن وقوع الحرب مجددا بين البلدين.
وأوضحت أن وقوف مصر بجانب الشعب الفلسطيني آثار غضب إسرائيل وهو ما دفعها للترويج إعلاميا للتغطية على هزيمة جنود الاحتلال أمام المقاومة بمساعدة مصر لحماس بالسلاح عبر الأنفاق التي قام الجيش المصري أمام مرأى الجيش الإسرائيلي نفسه بتدميرها منذ عام 2014 وحتى تطهير سيناء من الإرهاب، وما زاد في توتر العلاقات اتهام إسرائيل لمصر بحصار الفلسطينيين وأنها المتسبب في عدم إدخال المساعدات للنازحين الفلسطينيين وهو ما نفته مصر جملة وتفصيلا بالأدلة.
وتخلص المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي إلى أن تهديد مصر بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد حال قيام النازحين الفلسطينيين في رفح بالدخول إلى سيناء دفع إسرائيل للتراجع عن مسألة القيام بعملية عسكرية في رفح دون موافقة مصر وقامت بمحاولة تبديد مخاوف مصر بدراسة مسألة عودة النساء والأطفال بداية إلى شمال القطاع لتخفيف التكدس الفلسطيني بالقرب من الحدود المصرية، والسعى لقبول مقترح صفقة التبادل مع حماس ودراسة مسألة وقف إطلاق النار والتوصل لهدنة مؤقتة.
وكان تقرير إسرائيلي قد كشف أن تل أبيب تجد صعوبة في الاعتياد على وضع مصر الجديد في الصراع الحالي خاصة بعد الرفض المصري الصارم لأي تحركات عسكرية إسرائيلية على طول محور فيلادلفيا.
وقال موقع zman الإخباري الإسرائيلي، إن مصر، في كل جولات القتال السابقة مع الفلسطينيين، كانت في موقع الوسيط بين الجانبين لكن مصر هذه المرة قلقة للغاية من سلوك بنيامين نتانياهو بسبب سياسته في المعركة الحالية، لذلك فإن "موقفها متراجع وحساس للغاية تجاه كل خطوة وتحرك إسرائيلي، كما أن العلاقة غير المستقرة بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لا تساهم في إدارة الوضع بشكل سليم".
وقال أمير بار شالوم، محرر الموقع للشؤون السياسية، إن الخلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، اتسع إثر تصريحات أدلى بها يوم الاثنين في "الكيرياه" – مقر وزارة الدفاع - في تل أبيب، حيث قال إن "العمل العسكري ينطوي على عمل سياسي، ولن يضمن إنهاء حكم حماس إلا الترويج لبديل سياسي".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم