وقال رفعت في تصريحات لـRT: "للأسف أحيانا تتحول الأوهام إلى هلاوس سمعية وبصرية حتى إن أصحابها يتوهمون أشياء لا علاقة لها بالواقع، فلا مصر ولا حماس منعت أحدا من ترك أرضه ووطنه بل الشعب الفلسطيني نفسه المتمسك بها صامد في مواجهة قوة عسكرية حقيرة ومنحطة لا حدود لتعطشها للدماء".
وتابع: "أما سياسيا وأمنيا فمصر فعلا ضد التهجير لأنها ضد تصفية القضية وضد المخطط الصهيوني القديم الجديد وتدرك أبعاده كاملة وتعرف أن مخطط ابتلاع الأراضي لا حدود له إلا بالدولة الصهيونية الكبرى، ولذلك أول مسمار في نعش هذا المخطط هو ما يحدث الان، صمود في غزة وقرار حازم جازم صارم في مصر".
وأشار إلى أن "من لا ينتبهون لما بين السطور لا يجب أن يعملوا في مهنة التحليل السياسي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال حرفيا في مؤتمر "القاهرة للسلام" إن "تهجير الفلسطينيين لن يتم.. ثم استأنف الحديث ليقول، وفي كل الأحوال لن يتم على حساب مصر أبدا" لنكون أمام معادلتين وليس معادلة واحدة لمن يفهم ويعي".
وأكد أن: "مصر تعاني اقتصاديا لكنها تعاني أيضا من زيادة في هرمون الكرامة، ولا تبيع أرضها ولا ذرة من ترابها وشعبها الذي نسى تماما معاناته الاقتصادية ويتبرع لغزة بالمال والدم، ويقف وسيقف طبعا خلف قيادته وبالمال والدم أيضا".
وكان تساحي ليفي، وهو عضو في حركة "غزة من أجل العالم - حركة الهجرة الإنسانية لسكان قطاع غزة"، التي تدعو لتهجير سكان القطاع قد قال إن على إسرائيل أن تضغط على مصر لكي تقبل بفكرة تهجير الفلسطينيين إليها كمرحلة انتقالية قبل سفرهم إلى تركيا أو أي دول أخرى ترغب في استقبالهم.
وقال: "من المهم توضيح أن هذا لا يعد بأي حال من الأحوال نقلاً قسريًا خاطئًا تمامًا، فالهدف الصريح هو وقف جريمة الحرب التي ارتكبتها حماس ومصر ضد السكان المدنيين في غزة، عندما منعتهم من الهجرة بحرية إلى خارج القطاع"، على حد قوله.
ولفت السياسي الإسرائيلي إلى أن مصر تشهد واحدة من أصعب الأزمات الاقتصادية في تاريخها، وفي الخامس من أكتوبر من هذا العام، خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لمصر إلى Caa1، أي هي على وشك الإفلاس عملياً، وهذا يعني أن الحساسية المصرية تجاه سياسة العصا والجزرة الاقتصادية عالية للغاية، ومن الممكن الضغط عليها لفتح معبر رفح والسماح بتهجير سكان القطاع.
وأضاف: "تبيع إسرائيل الغاز لمصر بحيث يكون هناك اعتماد جزئي لاقتصاد الطاقة على الغاز الإسرائيلي وبالإضافة إلى ذلك، تقوم إسرائيل بتصدير الغاز من خلال منشآت التسييل في مصر، والتي يمكن استبدالها بمنشآت التسييل المحلية. نتذكر طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بتسيير رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى شرم الشيخ لصالح التنمية السياحية. مثل هذه الخطوات تكلف مصر الكثير من المال، كما ينظر في مصر إلى مشروع ربط ميناء إيلات بميناء أشدود على أنه منافس لقناة السويس".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم