ورد السفير زملط في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" على تصريحات بايدن قائلا: "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يكن سببه حماس أو أي جماعة أخرى.. إنه صراع عمره 100 عام.. إنه الصراع الذي يخلق ويسبب كل هذه الجماعات السياسية والمسلحة الفلسطينية طوال تاريخنا".
وأضاف السفير زملط: "ربما يحتاج العالم وخصوصا الولايات المتحدة إلى أن يتوجه مباشرة إلى السبب الجذري لكل هذا، ألا وهو الاحتلال العسكري غير القانوني.. هذه ليست قضية بين العرب والعرب، أو الفلسطينيين والفلسطينيين.. هذه مشكلة عمرها 56 عاما من الاحتلال الإسرائيلي و75 عاما من النكبة والتطهير العرقي، ولهذا السبب، نرى الوضع الذي لدينا اليوم والذي نناقشه اليوم.. نحن بحاجة للذهاب إلى السبب الجذري مباشرة".
وعما إذا كان يعتقد أن "هناك أي شيء في الحقيقة وأن العامل المحفز لهذا الفعل (عملية طوفان الأقصى) بين الحين والآخر هو أن السعودية كانت تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، أجاب السفير زملط: "الشيء الوحيد الذي كان من شأنه أن يعرقل أي نوع من التطبيع في المنطقة هو السياسات والأفعال الإسرائيلية.. السعودية كانت واضحة تماما أنها تريد أن ترى حلا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. إنهم يريدون أن يروا نهاية الاحتلال ويريدون أن يروا حل الدولتين، وبالتالي فإن ما يمكن أن يوقف ذلك هو ما كان الشعب السعودي والقادة السعوديون يشاهدونه على أجهزة التلفزيون من فظائع إسرائيلية وجرائم حرب وتطهير عرقي لشعبنا في غزة والضفة الغربية، وهذا ما يجمعنا جميعا كمنطقة".
وأردف: "أول من أمس انضممت إلى العديد من وزراء الخارجية من السعودية ومن دول عربية وإسلامية والتقينا وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون، وهناك موقف موحد في هذا الوقت.. وهو الوقت المناسب للتركيز على السبب الجذري.. هذه المرة هي لاجتثاث الاحتلال وليس للمرور عبر العملية والاتفاقات المرحلية الطويلة.. هذا هو الوقت الذي نقوم فيه بإحداث ضربة قوية في هذا العمل مرة واحدة وإلى الأبد".
وفي الأول من نوفمبر، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن "السعودية أكدت لواشنطن استمرار اهتمامها بالتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد انتهاء الحرب في غزة".
وأضاف كيربي في حديث للصحفيين: "خرجنا من تلك المناقشات واثقين من أن لدينا طريقا للعودة نحو التطبيع وأن هناك اهتماما من الجانب السعودي بمتابعة ذلك".
وتابع: "الحرب في غزة تجعل من الصعب إحراز تقدم في الوقت الحالي... ما زلنا ملتزمين بهذه النقاشات ومن الواضح لنا أن السعوديين ما زالوا ملتزمين بها".
وقد زار وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان واشنطن حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين في إدارة بايدن تزامنا مع استمرار الحرب في غزة.
والتقى بمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، حيث قال البيت الأبيض إنهما ناقشا الحرب في غزة وأكدا الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية لشعب غزة.
كما زار وفد من الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي برئاسة السيناتور ليندسي غراهام السعودية في أكتوبر والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال مصدر مطلع على المحادثات في السعودية إن الرسالة التي سمعها أعضاء مجلس الشيوخ من المسؤولين السعوديين هي أنهم ما زالوا مهتمين بمحاولة التوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل.
وتحدث بايدن سابقا مع بن سلمان، وأكدا "أهمية العمل من أجل سلام مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بمجرد أن تهدأ الأزمة"، بحسب البيت الأبيض.
وبعد المكالمة قال بايدن إنه ليس لديه "دليل" لكنه يعتقد أن "حماس ربما تكون قد هاجمت إسرائيل لعرقلة التقدم الذي تم إحرازه في الاتفاق الإسرائيلي السعودي".
جدير بالذكر أن العمل بدأ أمس الجمعة بهدنة إنسانية مؤقتة مدتها 4 أيام في قطاع غزة بعد 49 يوما من الحرب الإسرائيلية على القطاع بوساطة كل من مصر وقطر، وفي إطار المرحلة الأولى، تم تسليم مجموعة من 13 أسيرا إسرائيليا هم من النساء والأطفال إلى السلطات الإسرائيلية.
كما أخلت حركة حماس سبيل 11 مواطنا أجنبيا من حملة الجنسيات التايلاندية والفلبينية على هامش صفقة تبادل الأسرى.
وفي المقابل، أطلقت السلطات الإسرائيلية في اليوم الأول سراح 39 امرأة وطفلا من الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية، ومن المقرر أن يتم إطلاق سراح 150 أسيرا فلسطينيا على مدار الأيام الأربعة من اتفاق الهدنة.
المصدر: Axios + CNN + RT