منظمة الصحة العالمية علقت مؤخرا قائلة، إن الأمر الإسرائيلي بإخلاء 22 مستشفى في شمال قطاع غزة يرقى إلى عقوبة الإعدام للمرضى.
منظمة "بتسليم" الحقوقية الإسرائيلية بدورها كانت قد ذكرت قبل تفجر الأحداث الأخيرة، أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاما "سحق" نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، لافتة أيضا في هذا السياق إلى أن مستوى الخدمات الطبية المتاحة أقل بكثير من احتياجات السكان، وهناك نقص مستمر في الأدوية والمعدات الطبية.
قبل كل شيء، يجدر التذكير بعدم وجود مطارات عاملة على كامل أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، فيما كان المطار الوحيد الذي تم بناؤه في غزة قد دُمر خلال قصف إسرائيلي في عام 2001.
الأوضاع الكارثية المتراكمة على مدى سنوات طويلة من الحصار الإسرائيلي الخانق في مختلف المجالات، يصعب وصفها بسهولة، لكن يساعد في إدراك حجم المأساة معرفة أن تل أبيب تمنع عن غزة إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى مواد البناء وبعض أنواع المعدات بما في ذلك الثلاجات، وذلك لأن إسرائيل تعتقد أن "حماس" يمكن أن تستخدمها في صنع عبوات ناسفة!
منظمة "هيومن رايتس ووتش" كانت لفتت إلى تسجيل نسبة قياسية في السنوات الأخيرة بالنسبة لحالات رفض طلبات دخول الفلسطينيين إلى إسرائيل، حتى لأسباب طبية.
التقارير توثق أن إسرائيل وافقت في عام 2017 على ما نسبته 54 بالمئة من الطلبات المقدمة، وفي الغالب يموت المرضى في صمت من دون انتظار أي تصريح، كما يجري الآن هناك.
منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية كانت أشارت هي الأخرى إلى أن "المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية غير متوفرة في غزة في عام 2022 كما في السنوات السابقة، هم الذين يدفعون الثمن حيث تجبرهم إسرائيل على تقديم طلبات للحصول على تصاريح لمغادرة قطاع غزة في عملية بيروقراطية مرهقة، تمتد أيضا إلى الأشخاص المرافقين لهم. معايير الموافقة على هذه الطلبات غير معروفة ولا يتم الكشف عن أسباب الرفض. لا يتم الرد على العديد من الطلبات، ويجب على المرضى التقدم مرارا من دون معرفة ما إذا كانوا سيحصلون على التصريح الذي يحتاجونه بشدة للوصول إلى المستشفى في الضفة الغربية أو القدس الشرقية أو إسرائيل".
"بتسيلم" أفادت في هذا السياق بأن إسرائيل "تمشيا مع سياستها السابقة كانت رفضت في عام 2022، أكثر من 20000 طلب من المرضى والأشخاص الذين يرافقونهم للحصول على الرعاية الطبية في المستشفيات خارج غزة. لم يتلق بعض المتقدمين أي إجابة على الإطلاق في الموعد المحدد".
من أمثلة الأوضاع المعيشية المزرية والمهينة التي كانت سائدة في غزة منذ سنوات طويلة، ما يرويه مواطن روسي كان عاش في القطاع عامي 2018 – 2019، بقوله: "في بعض الأحيان سمحت إسرائيل للمسيحيين المحليين بالسفر إلى القدس لقضاء العطلات. لكن في كثير من الأحيان، من خلال مواقف مليئة بالسخرية وخالية من المنطق، لا يغادرون. على سبيل المثال، قدمت عائلة مكونة من خمسة أشخاص طلبا، ولم يأت الإذن إلا لطفل يبلغ من العمر 5 سنوات"!
شاهد العيان يشير إلى أن مثل هذا السلوك كان يجري أيضا "مع تصاريح العلاج في إسرائيل. في بعض الأحيان يأتي الإذن بعد تاريخ الدخول إلى المستشفى، وكان على الناس البدء في جمع المستندات مرة أخرى".
المصدر: RT