وقال الخبير المصري والمحلل السياسي حسن بديع إن ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن شقوق مخيفة في العلاقات الاسرائيلية المصرية يعكس في حقيقة الأمر مخاوف إسرائيلية حقيقية ومخيفة بالنسبة لإسرائيل بعد معركة "طوفان الاقصى". فإسرائيل تعلم جيدا مدي الكراهية العميقة التي يكنها الشعب المصري لهم لدرجة أن التطبيع المصري الرسمي مع إسرائيل تطبيع بارد جدا حتى درجة التجميد.
وأشار في تصريحات لـRT إلى أن هذا الجمود اصبح نموذجا يحتذى هو النموذج الأمثل لعلاقات مجمدة. وقد ازداد الأمر سوءا بعد الحرب على غزة حيث أصبح من المستحيل على الحكومة المصرية تجاهل مشاعر الغضب والعداء والكراهية لدى الشعب المصري تجاه إسرائيل.
ونوه بأن المخاوف الإسرائيلية تكمن من المستقبل المجهول للعلاقة مع مصر خاصة وأن العلاقة كانت قد تعرضت لهذا من شهرين بعد قيام الجندي المصري محمد صلاح بقتل أربعة من الجنود الإسرائيليين ثم قيام شرطي مصري بقتل اثنين من الإسرائيلين في الإسكندرية بعد انفجار طوفان الأقصى، وقيام مجموعة من المواطنين المصريين باللجوء للقضاء لإلغاء معاهدة كامب ديفيد، فضلا عن التعسف الإسرائيلي في منع دخول شاحنات المساعدات المصرية لغزة برغم المعاهدة الرسمية بين البلدين. عموما كلها أمور تضع العلاقة الرسمية في مهب الريح. ولا ننسى أن إسرائيل من نفسها سحبت بعثتها الرسمية من القاهرة وهو ما يعني أن العلاقة الرسمية قد ماتت إكلينيكيا (سريرياً) حتى ولو تم التوصل لاتفاق بين إسرائيل وفلسطين لأن العلاقة الرسمية أصبحت عبئا بالفعل على صانع القرار الرسمي في مصر.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي المصري أشرف أبو الهول أن الشروخ في العلاقات بين مصر وإسرائيل في الفترة الأخيرة، ليست منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، مشيرا إلى بداية هذه الشروخ منذ مقتل المجند المصري محمد صلاح من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى تعمق هذه الشروخ مع العدوان الحالي على غزة عندما تأكدت مخاوف مصر من تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وكان هذا واضحا في تصريحات وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق داني ايلون ودانيال هداري كبير المتحدثين باسم الجيش الاسرائيلي عندما نصح الفلسطينيين بالذهاب إلى شبه جزيرة سيناء.
وتابع أبو الهول: بالرغم من نفي إسرائيل لصحة هذه التصريحات، الا أن كل تصرفاتها في الواقع تشير إلى هذا السيناريو، بالرغم من محادثات مصر وإسرائيل في ما يتعلق بإدخال المساعدات إلى غزة وإخراج العالقين من الجنسيات الاجنبية، إضافة إلى مواقف إسرائيل المتعنتة في رفض وقف إطلاق النار والتوقف عن استهداف المدنيين والسيطرة على غزة وإدارتها واحتلالها عسكريًا.
أشار الكاتب الصحفي إلى أن هناك نقاط خلاف أخرى مثل دعوة مصر وأطراف عربية ودولية إلى إدارة قطاع غزة بعد حماس، وكل هذه المواقف هي بمثابة شروخ عميقة بين مصر وإسرائيل، ظنًا أن هناك رغبة حقيقية بين الطرفين في عدم التصعيد ووصول الأمور إلى حالة انفلات بينهما، لأن كل الأطراف مستفيدة من السلام حتى لو كان باردًا، إلا أن الأجواء ساخنة إلى أقصى درجاتها في الشارع المصري ضد إسرائيل بشكل خاص، وما زالت هناك رغبة عارمة لدى المصريين في التصعيد، سواء بقطع العلاقات أو بالتدخل عسكريًا في غزة.
وأوضح أشرف أبو الهول: أن القيادة السياسية المصرية تعي تماما خطورة الحرب وأنها لن تكون في مصلحة أي طرف وأنها لن تفيد، مشيرًا إلى الشعب الفلسطيني في غزة وانه لن يستفيد منها، فالأمور أصبحت متشابكة أكثر مما يجب، لا سيما الضغوط الأمريكية على إسرائيل لاحترام رفض مصر في ما يتعلق بالتهجير وسيطرة إسرائيل على غزة، والإدارة الدولية والخارجية أو المصرية على القطاع.
واختتم اشرف أبو الهول حديثة قائلا: اعتقد أن الأصوات في اسرائيل والتي تطالب بالتهدئة مع مصر، أكثر من المحرضين ومنها اليمين المتطرف، ولكن في النهاية هناك شقوق تحتاج إلى وقت لإصلاحها وتهدئة الأمور وإعادتها كما كانت من قبل.
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم