أشار إلى ذلك علنا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن ووزير خارجية مصر سامح شكري، في ختام الاجتماع السباعي في عمان والذي بالإضافة إلى بلينكن والصفدي وشكري شارك فيه وزراء خارجية الإمارات والسعودية وقطر وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية.
وتحدث الصفدي عن نقاط التقاء بين الموقف الأمريكي والعربي، شملت ضرورة إيصال الدعم الإنساني الكافي والفوري وضرورة حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني ورفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم، لكنه قال أيضا: "حديثنا اليوم خلال الاجتماع كان معمقا وصادقا، وعكس مواقف عربية - أمريكية متباينة لما يجب فعله في هذه المرحلة".
أكد الوزراء العرب أن الأولوية تعود إلى وقف إطلاق النار دون شروط في غزة، ورفضوا وصف ما تقوم به إسرائيل في غزة بالدفاع عن النفس، وأن "أعداد الضحايا المدنيين في غزة لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة"، حسب سامح شكري، مشيرين إلى أن "هذه الحرب لن تجلب الأمن لإسرائيل والمنطقة".
في المقابل، أكد بلينكن معارضة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة، قائلا إن وجهة نظر واشنطن هي أن وقف إطلاق النار الآن سيجعل "حماس" قادرة على إعادة تجميع صفوفها ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى مثلما حدث في 7 أكتوبر 2023.
وأضاف، أن قادة "حماس" قالوا قبل عدة أيام إنهم سيكررون 7 أكتوبر مرة تلو الأخرى "ولا أحد منا سيقبل بذلك، ولذلك من المهم إعادة التأكيد على حق اسرائيل وواجبها في الدفاع عن نفسها واتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار ما حدث".
مع ذلك، أقر بلينكن بضرورة التفكير في كيفية قيام اسرائيل بذلك"، مشيرا إلى أنه تحدث مع الحكومة الاسرائيلية حول اتخاذ الاجراءات الممكنة لحماية الارواح البشرية ومنع وقوع ضحايا من المدنيين.
وأكد الوزير الأمريكي مرة أخرى دعم الولايات المتحدة لـ"الهدنات الإنسانية" من أجل إدخال المساعدات للمدنيين ومنحهم حرية التحرك للوصول إلى أماكن آمنة، وهو المقترح الذي رفضته إسرائيل.
وبيدو أن لقاء عمان لم يسهم في رسم ملامح اتفاق ولو مبدئي، بشأن مستقبل غزة، رغم تأكيد بلينكن أن واشنطن ودولا عربية تعتقد أنه لا يمكن استمرار الوضع القائم في قطاع غزة الذي تديره "حماس".
وقبل جولته الأخيرة إلى المنطقة ذكر بلينكن أن واشنطن تدرس بدائل محتملة لمستقبل قطاع غزة إذا تم "عزل" حماس، علما بأن إسرائيل لا تريد تحمل مسؤولية إدارة غزة أيضا.
وذكر بلينكن خلال المؤتمر الصحفي في عمان أنه بحث مع نظرائه العرب كيفية رسم مسار أفضل للمضي قدما نحو حل الدولتين، وهي النقطة التي ركز عليها الوزراء العرب، حيث دعا شكري إلى "ضرورة إحياء عملية السلام وفق حل الدولتين"، معتبرا أنه "من السابق لأوانه بحث مستقبل غزة الآن"، بينما أشار الصفدي إلى "أننا لا نعرف أي غزة ستخلفها هذه الحرب، ولا ما الذي ستفعله الحرب في غزة من ضياع وفقر وسكان أصبحوا لاجئين"، مشدد على أن أنه "لا بد من التركيز الآن على ايقاف هذه الحرب".
بذلك يبدو أن أهم النتائج التي أثمر بها اجتماع عمان، لا تتجاوز إظهار الدول العربية القدرة على التحدث "بصوت واحد" مع واشنطن والتمسك بـ"الثوابت العربية" حول حرب غزة، مع استعدادها لمواصلة العمل مع الولايات المتحدة "رغم تباعد المواقف"، دون أن يظهر هناك أفق سياسي لوقف التصعيد حول غزة.
المصدر: RT+ وسائل إعلام عربية