وأضاف الخبير المصري وأستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس في تصريحات لـRT أن اللافت للنظر في عملية طوفان الأقصى العدد الكبير من القتلى والمصابين، والذي يرجع إلى 4 أسباب رئيسية.
أولا: عنصر المفاجآة، تمكنت الفصائل من اختيار ساعة صفر مباغتة لإسرائيل، في يوم عطلة دينية وأسبوعية تسوده عادة حالة من الاسترخاء في مختلف المواقع العبرية، الأمر الذي أتاح للمقاومة اختراق أسوار "غلاف غزة"، والتسلل في المستوطنات، والعمل بحرية لعدة ساعات قبل أن تظهر مقاومة إسرائيلية مسلحة في نقاط متفرقة. وعندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى مناطق الاشتباك، انتظرت خمس ساعات قبل أن تدخل القتال لعدم وجود أي تصور ميداني حول ما يجري في داخل المستوطنات.
ثانيا: فشل استخباري هائل لأجهزة الأمن الإسرائيلية، تلخصه تصريحات الأمنيين الإسرائيليين في عبارة "صفر معلومات استخباراتية". ولا شك أن عملية بهذا الحجم والجرأة والقدرات القتالية استغرقت شهورا طويلة في التدريب، وصلت حسب اعترافات بعض عناصر المقاومة التي ألقت إسرائيل القبض عليهم أمس إلى عام كامل من التخطيط والتدريب المستمر.
ويعود هذا الفشل إلى حالة الغرور والغطرسة التي سيطرت على أجهزة الاستخبارات وأجهزة المعلومات في الجيش الإسرائيلي، وهي ثغرة الغرور التي نفدت منها عناصر المقاومة، كما عبرت منها القوات المسلحة المصرية والسورية في حرب أكتوبر.
ثالثا: التوقيت المثالي كان سببا لا يستهان به في ارتفاع عدد القتلى، لا سيما أن إسرائيل تحتفل منذ أسبوع بسلسلة من الأعياد الدينية بدأت برأس السنة العبرية، ثم صيام يوم الغفران، وعيد المظال، وتخلل هذه الأعياد يوم السبت الذي يعد يوم راحة دينية واجتماعية، ويوم استرخاء في وحدات الجيش الإسرائيلي، فقد اتضح من الاعترافات العبرية أن الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه قوات كافية في محيط قطاع غزة، نظرا للإجازات، وفترة الأعياد، وحالة الاسترخاء. وحدث ارتباك شديد في عملية نقل الجنود من قلب إسرائيل إلى ساحة المعركة.
وأضاف أنه لا شك أن فصائل المقاومة استلهمت دروس حرب أكتوبر في اختيار توقيت يوم السبت، وفي بدء العملية العسكرية نهارا، والاستفادة من عدد ساعات طويل من ابتعاد الإسرائيليين عن وسائل المواصلات، ووسائل الاتصال الحديثة. الأمر الذي أتاح لعناصر المقاومة التمركز في عدد كبير من المستوطنات، والسيطرة على عدد كبير من الأسرى، ونقلهم إلى القطاع، وإسقاط عدد كبير من القتلى بلغ حتى كتابة هذه السطور 900 قتيل، وهو رقم لن يمحى بسهولة من ذاكرة الإسرائيليين، ناهيك عن أنه مرشح للارتفاع!
رابعا: عدد القتلى في الإخفاق الأخير يفوق عدد قتلى إسرائيل في حروب نظامية كبرى مع الدول العربية، وذلك نظرا لأن المعركة تدور في العمق الإسرائيلي، وداخل المستوطنات الإسرائيلية، على عكس جميع الحروب السابقة، وعلى عكس جميع الجولات القتالية السابقة مع المقاومة الفلسطينية. هذا بالإضافة إلى أن تكتيك حرب العصابات الذي اتبعته فصائل المقاومة هذه المرة يتيح عمليات كر وفر، وضربات مباغتة، وردع نفسي تفتقر إليه الحروب النظامية المركبة. وهو التكتيك نفسه الذي اتبعته عصابات الهاجاناه الصهيونية إبان العام 48، وأسقطت آلاف القتلى، وتسببت في تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، والإلقاء بهم في مخيمات اللاجئين، وعواصم الدول المختلفة
المصدر: RT