وأختير في عام 1968 للعمل في الديوان الملكي مترجماً للملوك "فيصل، ثم فهد، ثم عبد الله".
وولد الراحل في بلدة "القريتين" السورية عام1935، وعاش حياة ممتلئة بالمعاناة والامتحانات المعنوية التي – ربما من يقرأ سيرته– يدرك طبيعة الظروف التي عاشها، إذ توفي والده بسن مبكرة، وبعدئذ عاش في كنف اليتم، ليتولى خاله "محمد المعجل" تربيته وهو يعد الرابع في ترتيب أشقائه الستة، ليكمل دراسته الابتدائية، وبعدئذ انتقل مع عائلته إلى المدينة المنورة مقر إقامة أعمامه آل الخريجي.
ولعودته إلى بلاده قصة لافتة، فبحسب الروايات المتداولة، اتصلت والدته وإخوته بالسفارة السعودية في دمشق، ليخبرهم السفير حينها، عبد العزيزالزيد، بدهشة وإعجاب بأن ارتباطكم الجذري والحقيقي يعود إلى "آل الخريجي" في المدينة المنورة، ليطلب منهم بعدئذ الحصول على الجوازات والعودة.
وبعد عودته، واصل دراسته الثانوية بالمدينة المنورة، ومنها انتقل إلى مكة المكرمة للدراسة بمدرسة تحضير البعثات، وفي عام 1954، ابتُعث إلى مصر، لينال بعدئذ الدرجة العلمية في آداب اللغة الإنجليزية، ليلتحق بعمله مفتشاً للغة الإنجليزية بوزارة المعارف على المرتبة الرابعة، ليترشح معيداً في كلية الآداب بجامعة الملك سعود، بعدئذ توالت الشهادات العلمية في رصيده حتى حقق درجات علمية لافتة.
وعمل أستاذاً مساعداً في قسم اللغة الإنجليزية بالجامعة، ثم اختير في عام 1968 للعمل في الديوان الملكي مترجماً للملوك "فيصل، ثم فهد، ثم عبد الله"، وترقى في مراتبه إلى أن عُينَ نائب رئيس المراسم الملكية، حتى عام 2005، وبصفته الوظيفية في الديوان الملكي، سافر بمعية الملك فيصل في إحدى أهم وأطول رحلاته الخارجية، وهي الزيارة التي دار فيها الملك فيصل بطهران وعواصم الشرق انتهاء بواشنطن وباريس.
كما سافر حول العالم، مع الملك فيصل آنذاك، إبان طوافه بالدول الإفريقية المسلمة من أجل تحقيق فكرة التضامن السلمي، وبعد وفاة الملك فيصل استمر يعمل مع الملك خالد، ثم عمل مع الملك فهد وارتبط به عن قرب على مدى ربع قرن، وكانت بينهما جلسات خاصة بعيدة عن العمل الرسمي، ومحصورة بالتداول في هموم الناس.
ويقول عنه الدكتور والمفكر البحريني، عبد الله المدني، إن الراحل الخريجي شكلت له الرحلات الملكية امتحاناً لافتاً لقياس قدرته المهنية، علاوة على تعرفه عن كثب، إلى شخصية الملك فيصل وطريقة تفكيره وهيبته وقوة أعصابه وقدرته على ضبط انفعالاته.
وصاغ الراحل منصور الخريجي العديد من المؤلفات وبخاصة تلك التي تكتظ بالتفاصيل التي جمعته بالملوك، فمثلاً نجح في تأليف كتاب "ما لم تقله الوظيفة - صفحات من حياتي"، الذي يضم 366 صفحة يسرد فيها تلك التفاصيل لرجالات الدولة العصاميين، كما يضم الكتاب شيئا من حياته وآلامه ومشواره المهني والشخصي.
المصدر: وسائل إعلام كويتية