وقال فارس في تصريحات لـRT إن الزيارة تعكس حجم ما وصلت إليه العلاقات المصرية الإماراتية، فهي علاقات عميقة الجذور قائمة على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة. ويحظى البلدان بحضور ومكانة دولية خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
وتابع: "مصر من بين أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وسارعت إلى الاعتراف بها فور إعلانها، ودعمتها دوليا وإقليميا باعتبارها ركيزة للأمن والاستقرار وإضافة جديدة لقوة العرب واستندت العلاقات بين البلدين إلى أسس الشراكة الإستراتيجية منذ ذلك التاريخ".
وأشار فارس: "من يتابع العلاقات المصرية الإماراتية يتأكد له التطابق شبه الكامل في وجهة نظر الدولتين تجاه القضايا الإقليمية والدولية حيث تتفق القاهرة وأبوظبي على ضرورة احترام القانون الدولي ومكافحة الفكر المتطرف والتنظيمات الإرهابية وإرساء قيم التعايش المشترك وقبول الآخر، وحل الخلافات بين الدول بالطرق السياسية والسلمية وحول طاولة الحوار، وهو ما أثمر عن تحول محور القاهرة أبوظبى إلى رافعة سياسية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والشرق أوسطية، والبلدان لديهما إيمان كامل بأن الاستثمار في الاستقرار هو أفضل طريق لبناء المستقبل في الإقليم العربي ولهذا تعمل مصر والإمارات بشكل دائم من أجل تعزيز العمل العربي المشترك وتوحيد الصوت العربي في مواجهة كافة التحديات والتدخلات الخارجية. وقد أثمر هذا التعاون المصري الإماراتي عن دعم وتقوية الدولة الوطنية العربية في مواجهة التنظيمات والمليشيات الإرهابية والظلامية".
وأوضح الخبير المصري أن التوافق في الرؤى بين الإمارات ومصر تجاه مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية ساهم في تعميق وترسيخ العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتي أصبحت رصيدا لكل الأمة العربية من أجل التصدي لكل ما يحاك ضد الأمن القومي العربي. وهو ما تعكسه تصريحات ومواقف البلدين حيث تؤكد القيادة المصرية، والرئيس عبدالفتاح السيسي، دائماً أن أمن مصر القومي مرتبط بأمن منطقة الخليج عامة ودولة الإمارات خاصة.
وأنوه بأن ما نراه اليوم من قوة وتلاحم بين مصر والإمارات يكشف أن الأبناء يسيرون دائماً على درب الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي ظل عاشقاً ومحباً لمصر وشعبها.. وما زال القوس مفتوحا لإحداث تكامل اقتصادي سياسي يضرب به المثل بين الأمم.
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم