وإفي إطار اطلاعه على العملية التي أطلق عليها اسم "ستورم"، أكد الشيخ سيف بن زايد أن الإمارات بحكمة ورؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها المستمرة، ستبقى واحة للأمن وعنوانا للأمان، وستكون بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن وسلامة المجتمع الإماراتي، مشددا على أن الجهات المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة قادرة على تطويق وإحباط أنشطة العصابات ومروجي المخدرات وإفشال مخططاتهم الدنيئة، لتبقى الإمارات عصية على المجرمين وتجار السموم.
جاء ذلك خلال استقباله فريق شرطة دبي، بحضور اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، والفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، واللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، واللواء عيد محمد ثاني حارب، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والعميد خالد بن مويزة نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي، وعدد من الضباط.
وتمكنت القيادة العامة لشرطة دبي عبر هذه العملية النوعية، وعبر إجراءات الرقابة والمتابعة والاستدلال المُحكمة، من أن تعصف بمخططات العصابة المُتخصصة في الإتجار بأقراص الكبتاغون المخدرة، واستطاعت إلقاء القبض على 6 من أفرادها في حالة التلبس بالجريمة، وضبط 86 مليونا و20 ألف قرص كبتاغون، تزن 13 طنا و763 ألفا و200 كيلوغرام، تبلغ قيمتها السوقية 3 مليارات و870 مليونا و900 ألف درهم.
وذكرت القيادة العامة لشرطة دبي أن العصابة حاولت تهريب حبوب الكبتاغون بطريقة مبتكرة بداخل 651 بابا مصنوعة بحرفية من الحديد السميك والخشب، وبداخل 432 لوح أثاث ديكور منزلي مصنوعة من مادتي الغراليك والخشب الغالي الثمن، إلا أن جهود عناصر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات نجحت في الكشف عن طريقتهم الخبيثة لإخفاء المواد المخدرة، واستطاعت التعرف على مسار نقل الحاويات التي تحمل الأقراص وصولا إلى ضبط المتورطين في محاولة التهريب الإجرامية.
تفاصيل عملية "ستورم":
هذا وتطرق اللواء عيد محمد ثاني حارب، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، إلى تفاصيل عملية "ستورم"، لافتا إلى أنها بدأت بتلقي الإدارة العامة لمكافحة المخدرات معلومات عن وجود حاويات مشبوهة على متن إحدى سفن الشحن العملاقة، تسعى عصابة دولية منظمة إلى إدخالها للدولة ثم لنقلها إلى دولة أخرى، فوضعت الإدارة خطة عملٍ مُحكمة للتحقق من محتوى الحاويات.
وأفاد اللواء حارب أن فريق العمل في مكافحة المخدرات وضع 5 حاويات تحتوي على أثاث من أبواب وألواح ديكورات ضمن نطاق الحاويات المشتبه بها من بين آلاف الحاويات على سفينة الشحن، ثم جرى فحص الحاويات بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في جمارك دبي من خلال استخدام أجهزة الكشف بالأشعة السينية والاستعانة بالكلاب البوليسية، وأسفرت النتائج عن وجود حبوب الكبتاجون بداخلها، مشيرا إلى أن فريق العمل استطاع تحديد هوية أحد أفراد العصابة ووضعه تحت المراقبة اللصيقة في كل أماكن تنقله، إلى أن حضر للميناء وقدم طلبا لاستخراج 3 حاويات من أصل 5 فتم إلقاء القبض عليه.
وأوضح أن فرد العصابة أكد بأنه يسعى إلى نقل الحاويات لمنطقة صناعية وأن هناك من سيستلمها منه، مردفا: "قرر فريق العمل أن ينقل الحاويات وفقا لما خططت له العصابة الإجرامية، وعند صولها إلى المنطقة الصناعية، تمكنت السلطات من إلقاء القبض على فردي العصابة الثاني والثالث المتورطين في نقل وتهريب الحاويات الثلاث الأولى".
وعن الحاويتين الأخريين المتواجدتين في الميناء، بين العميد خالد بن مويزة، نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أن فريق مكافحة المخدرات وضعهما تحت المراقبة الدقيقة إلى أن جاء أحد الأشخاص بهدف تخليص أوراقهما الجمركية وبرفقته شخص آخر، فتم على الفور إلقاء القبض عليهما، ليعترفا بأنهما يسعيان لنقلهما إلى إمارة مجاورة، موضحًا أن شرطة دبي نقلت فعلًا الحاويات وسط إجراءات أمنية مشددة إلى وجهتها وفقا للمسار الذي حددته العصابة الإجرامية، إلى أن حضر الشخص الذي سيستلهما فتم إلقاء القبض عليه، في أثناء محاولته تنزيل الحاويات في مستودع بالاستعانة بعدد من العمال بعد دفع مبالغ مالية لهم.
وذكر أن شرطة دبي جمعت الحاويات الخمس، وعمل فريق مُختص على تفكيك الأبواب الـ651 والـ432 لوح أثاث باستخدام أحدث المقصات والأجهزة الهيدروليكية وإخراج كافة أقراص الكبتاجون من داخلها، واستمرت عملية إخراج المحتويات عدة أيام إلى أن تم جمع كافة الأقراص المخدرة.
المصدر: "وام"