وقال الموقع المصري إنه في مطلع 2015 كان قذافي فرج في علاقة غير شرعية مع فتاة تدعى نادين التحقت بالعمل في مكتبة يملكها، وبعد فترة من علاقته معها حاول إقامة علاقة مع شقيقتها وتقدم لخطبتها، لكن الضحية نادين رفضت محاولته وهددته بفضح أمره.
وبعد أيام معدودة أعد قذافي العدة لارتكاب جريمته الأولى في شهر مارس 2015، حيث استدرج الفتاة إلى محل سكنه لإنهاء سوء التفاهم معها ووضع لها السم داخل كوب عصير، ثم باغتها بضربات على رأسها حتى أنهى حياتها ودفنها داخل شقة بالدور الأرضي بحي بولاق الدكرور وقام بتبليط الغرفة من جديد.
وعقب ذلك فبرك المتهم مراسلات بين الضحية وأحد الشباب، وأرسلها إلى أهلها لإقناعهم بأن نادين تعرفت على شاب يعمل بالخارج وسافرت معه للعمل بمجال التمثيل والسينما
وذكر "مصراوي" أنه وبالتزامن مع ارتكاب جريمته الأولى، كان قذافي على تواصل مع صديق طفولته المهندس رضا الذي يعمل بالسعودية رفقة اثنين من أشقائه، حيث أقنعه المتهم قبل سنوات بضرورة استثمار أمواله في مجموعة مشروعات تحقق له ربحا يؤمن له مستقبله، وبالفعل اقتنع المهندس رضا وحرر توكيلا لصديقه قذافي ليستثمر له أمواله في عدد من المشروعات العقارية وسلسلة من المكتبات المدرسية.
واستغل المتهم التوكيل المحرر له في التعامل مع البنوك والضرائب بشأن ممتلكات صديقه رضا، وبدأ في تزوير عقود ملكية العقارات والوحدات السكنية المملوكة لصديقه باسمه وبيعها لصالحه تمهيدا للسفر وترك المنطقة بأكملها.
تدبير قذافي أفشله قرار المهندس رضا بالعودة فجأة إلى مصر في إجازة قصيرة دون زوجته أو أطفاله ليطمئن على أمواله وممتلكاته، وبمجرد أن رأى المتهم صديقه تفاجأ ولم يعرف كيف يتصرف في هذه الورطة.
وأوضح الموقع المصري أن قذافي لجأ مباشرة إلى حيلته التي قتل من خلالها ضحيته الأولى نادين، ورتب موعدا مع صديقه رضا ليتناول معه الطعام ويطلعه على الأوراق والمستندات الخاصة باستثماراته، وبمجرد أن وصل الضحية أحضر له كوب العصير ووجبة الغداء الممزوجة بالسم القاتل، ثم ضربه على رأسه وتخلص منه، وبالفعل أنهى حياته في أبريل عام 2015.
وبين الموقع أن التخلص من الجثة كان أصعب من المرة الأولى، حيث اضطر قذافي لنقل جثمان صديقه في شنطة سفر كبيرة إلى العقار الذي خصصه لدفن ضحاياه، حيث تمكن من إعداد حفرة على عمق مترين بالشقة المقابلة لمكان دفن الجثة الأولى بالدور الأرضي، وعقب دفنه ردم الغرفة وأعاد تبيلط المكان.
وبعد تغيب رضا بدأ أصدقاؤه وأشقاؤه رحلة البحث عنه، لكن دون جدوى فلا أحد يجيب على هاتفه ولا يوجد خيط رفيع يقودهم إلى مكان تواجده.
ولجأ قذافي إلى سيناريو خطير لإبعاد الشُبهات عنه والذي زاد الأمر سوءا في رحلة البحث عن الضحية، حيث أرسل السفاح رسالة نصية من هاتف المهندس رضا إلى أهله بأنه قد تم إلقاء القبض عليه في مظاهرة ولا يعلم مكان تواجده، لتبدأ رحلة البحث عن رضا داخل السجون وأقسام الشرطة بالمحافظات، وتم تحرير بلاغات اختفاء باسم الضحية لمحاولة التوصل إليه.
ولم يتوقف قذافي عند ذلك بل استخدم أوراق الضحية واستخرج بطاقة جديدة وأوراقا ثبوتية أخرى باسم رضا لانتحال شخصيته في تعاملاته اللاحقة، وارتكاب جرائم أخرى باسم مغاير للحقيقة.
وفي سرده لجرائم "سفاح الجيزة"، أفاد "مصراوي" بأن المتهم لم يرحم زوجته أيضا، حيث تزوج قذافي الضحية فاطمة زكريا بهوية الضحية رضا (صديقه المقتول) ثم قتلها وأوهم أهلها أنها هربت بأموال "جمعية" جمعتها من جيرانها وهربت، ثم لاذ المتهم بالفرار إلى الإسكندرية.
واعترف المتهم في تحقيقات النيابة بارتكابه واقعة قتل زوجته المجني عليها، في شهر يونيو من عام 2015، حيث نشبت بينهما مشاجرة إثر خلافات زوجية وزيادتها من الأعباء المالية عليه، تعدى إثرها عليها بالأيدي وأمسك برأسها من الخلف ورطمها بقطعة ديكور مثبتة على حافة إحدى الحوائط، فأحدثت نزيفا شديدا بالرأس فارقت على إثره الحياة.
وبعد الجريمة الثالثة، انتقل "سفاح الجيزة" قذافي فرج إلى الإسكندرية ليبدأ حياة جديدة، حيث فتح محل أدوات كهربائية هناك، لم تمر أشهر قليلة حتى تعرف على سيدة جاءت للعمل معه، وأقنعها أنه وقع بحبها ويريد الزواج منها، واستمر في إيهامها بذلك حتى حصل منها على 45 ألف جنيه قيمة بيع شقة قديمة كانت ملكها، وحينما شعرت بأنه نصب عليها طالبته برد أموالها، فأخبرها بأنه لا يمتلك أموالا، وإذا رغبت في الحصول على مستحقاتها فبإمكانها الحصول على بضاعة تعادل قيمة مبلغها.
ووافقت السيدة وحدد لها موعدا للذهاب إلى مخزن بضاعته لرؤية ما ستحصل عليه، وما إن انفرد بها حتى باغتها بضربات أنهت حياتها ثم دفنها داخل المخزن.
وبعد هروبه من الإسكندرية، تزوج قذافي من سيدة، وخطط لسرقة شقة والدها، ولجأ إلى ارتداء النقاب أسوة بشقيقة زوجته، كي لا يشك به أحد أثناء دخول الشقة، وبالفعل نجحت خطته وتمكن من سرقة كميات من الذهب والأموال قدرت بنحو 750 ألف جنيه.
ولم يتردد والد زوجته في تحرير محضر سرقة وفرغت الأجهزة الأمنية محتوى مجموعة من الكاميرات لتتبع مرتكب الواقعة، وتبين دخول مُتنقبة إلى العقار وخرجت بعد وقت قليل حاملة حقيبة سوداء بداخلها المسروقات، ومع استمرار تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط العقار تبين دخولها إلى عمارة سكنية مجاورة وبعد أقل من ساعة خرج قذافي وبيده الحقيبة، وبإلقاء القبض عليه اعترف بارتكابه جريمة السرقة وتخفيه في النقاب كي لا يكتشفه أحد.
وأحيل مرتكب واقعة السرقة إلى المحاكمة باسم رضا محمد عبد اللطيف الاسم الذي عرف به قذافي في الإسكندرية، وصدر ضده حكم بالسجن عاما، وفي إحدى جلسات المحاكمة حاول الهرب، لكن باءت محاولته بالفشل وصدر ضده حكم جديد بالسجن 3 أشهر.
ومنذ اختفاء المهندس رضا في 2015 لم يتوقف أشقاؤه عن البحث عنه في جميع أقسام ومراكز الشرطة وكذلك المستشفيات، حتى أن إحدى شقيقاته التي تقيم بمحافظة بني سويف ذهبت لمناظرة بعض الجثث التي ظنوا أنها قد تكون لشقيقها رضا لكن دون فائدة، وأثناء عودتها إلى منزل العائلة ببولاق للاستراحة اكتشفت أن أحد الأهالي يقيم بشقة كانت ملك شقيقها وبسؤالها عن سبب تواجده بها، أخبرها أنه اشترى الشقة من قذافي، وخلال هذا التوقيت كان قذافي قد أخبر شقيق رضا بأنه تم القبض عليه من قبل قوات الأمن، وهنا كانت المفاجأة بالنسبة لأهل الضحية، الذين تيقنوا بأن هناك ثمة علاقة تربط بين قذافي واختفاء رضا، فبدأت الأنظار تتجه نحو "سفاح الجيزة".
وبعد تكثيف عمليات البحث بأقسام الشرطة والسيستم الخاص بوزارة الداخلية عن كل من رضا وقذافي، تم في نهاية 2019 العثور على محضر سرقة باسم رضا محمد عبد اللطيف بقسم سيدي جابر بالإسكندرية، وبمراجعة أحد المحامين الذين توجهوا إلى الإسكندرية للاطلاع على المحضر والتعرف على تفاصيل الواقعة تم العثور على مستندات وشهادة ميلاد خاصة بالمهندس رضا، وبالتواصل مع زوجة المتهم ووالدها مقدم محضر السرقة، تم الحصول على كافة التفاصيل الخاصة بقذافي المعروف لديهم باسم رضا الذي كان يقضي عقوبة السرقة.
هذا، وتقدمت عائلة الضحية رضا بطلبات إلى النيابة العامة في الإسكندرية للتحقيق في واقعة اختفاء نجلهم واتهموا قذافي فرج الذي أنكر وقال إنه سرق أموال رضا لكن ليس لديه أي معلومات عن مكان اختفائه، وأنكر اتهامه بالقتل.
مع استمرار التضييق عليه، اعترف "سفاح الجيزة" صباح اليوم التالي بأنه وراء مقتل صديقه رضا وأنه تعمد تضليل أسرته في رحلة البحث عنه لإبعاد الشبهات ثم توالت اعترافاته بقتل نادين، وسيدة رابعة بالإسكندرية.
يذكر أن محاكم الجنايات قضت بـ 4 أحكام بالإعدام شنقا لـ"سفاح الجيزة" قذافي فرج، بتهمة قتل صديقه رضا عبد اللطيف، وزوجته فاطمة زكريا، وعشيقته وشقيقة زوجته، فيما طعن المتهم على الأحكام الثلاثة أمام محكمة النقض.
المصدر: موقع "مصراوي"