وأكد اللواء محمد الغباري أن العلاقات بين مصر وروسيا ممتدة منذ الخمسينيات، عقب انتصار روسيا بالحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن أول من وقف بجانب مصر عقب ثورة 1952 وإعلان الجمهورية المصرية، كانت روسيا.
وأوضح اللواء الغباري أن أول ضربة لاحتكار السلاح من فرنسا وبريطانيا بعد ثورة 1952 كانت قادمة من روسيا، ونجحت مصر بمساعدة روسيا في تحديث الجيش المصري، خاصة وأن أهم مبادىء ثورة 23 يوليو 1952 كان بناء جيش وطني قوي.
وأشار إلى أن مصر كانت قائدة التحرر العربي من الاستعمار، والتعاون المصري الروسي في ذلك الوقت كان بوابة دخول روسيا إلى المنطقة العربية والأفريقية ولا يكون الأمر متوقف على الدول الاستعمارية الغربية فقط، فضلا عن إعلان مجموعة "عدم الانحياز" للوقوف في وجه القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وعدم السيطرة على حقوق روسيا.
كما وقفت روسيا مع مصر ضد القوى الغربية، في بناء مشروع السد العالي الذي ساهم في إحداث طفرة كبيرة لمصر، والتحول من الري بالحياض إلى الري الدائم، وهو ما حول أراضي الصعيد إلى الزراعة الدائمة طول العام، فضلا عن التوسع في بناء القناطر المائية، مما أدى إلى زيادة حجم الأراضي المصرية المنزرعة.
وأوضحت أن روسيا ساعدت مصر أيضا في حركة التصنيع الكبرى التي شهدتها مصر في الستينيات، مما يؤكد أن روسيا ساعدت مصر عسكريا واقتصاديا وسياسة دولية، وصناعة.
وأشار اللواء الغباري بأنه بعد ثورة 25 يناير وقيام الولايات المتحدة الأمريكية وقف إمداد مصر بالأسلحة، وهو ما أعاد قوة العلاقات المصرية الروسية إلى إزدهارها من جديد، حيث عمل وزير الدفاع المصري في ذلك الوقت عبدالفتاح السيسي، على زيادة التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بداية من التعاون العسكري ثم التعاون السياسي.
وكشف أن روسيا لعبت دورا هاما وكبيرا في إحباط مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي كانت تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذه بالمنطقة من خلال وقوفها إلى جانب سوريا، وهذا كان المساعدة الأكبر لمصر في الوقت التي لم تكن تستطيع الوقوف فيه مع سوريا بسبب الوضع الداخلى الذي كانت تعيشه مصر، لأن توازن القوى يقول أن مصر وسوريا ضد إسرائيل ومشروع الشرق الأوسط الكبير كان يعمل على هدم هذا.
وأوضح أنه مع قيام العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قامت الدول الغربية بالضغط على مصر لمنع عبور السفن الروسية من قناة السويس، وفرض عقوبات اقتصادية ضخمة على التعامل مع بعض الشركات والقوات الروسية، ومصر تحايلت على هذا الأمر لوجود مصالح مشتركة مع روسيا، ولكن العقوبات عملت على الحد من زيادة النشاط، فهل زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا للمشاركة في القمة الأفريقية الثانية قد تنهى هذا الأمر أم لا، معربا عن أمله في إيجاد حلول لذلك.
وشدد على أن مصر وروسيا مرتبطتان في مواجهة ومقاومة تآمر الغرب بشكل كبير، وهو الأمر الذي يزيد من تعزيز التعاون بين البلدين.
المصدر: RT