وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، التي نشرت تفاصيل العملية المسماة في ذلك الوقت بعملية "المستحيل"، إنها كانت غارة منسقة من قبل مقاتلات حربية وقوات المدفعية في عمق مصر، وزعمت بأنها حققت نجاحًا كبيرًا في حرب "يوم الغفران"، كما أوردت الصحيفة أن العملية "تمت بنجاح خلف خطوط العدو"، و"لحسن الحظ" عادت القوات مرة أخرى لإسرائيل بسلام.
وفي الليلة ما بين 10 و 11 أكتوبر 1973، بعد أقل من أسبوع من اندلاع حرب "يوم الغفران"، أقلعت طائرتان مروحيتان من قاعدة الرافديم في سيناء محملة بـ22 مدفعية ودورية عسكرية مدججين بالمدافع الرشاشة.
وكان الهدف من العملية، حسب الصحيفة، إنزال القوات في الأراضي المصرية وإثارة الفوضى والارتباك وبث الشعور لدى "العدو" (المصريين) بأن قوات الجيش الإسرائيلي تغلغت في عمقهم.
وكشف المقدم جوناثان شامير (72 عامًا)، قائد القوات التي نفذت العملية في تلك الليلة، معلومات جديدة لم يتم نشرها بعد، حيث قال إن "نجاح العملية كان معجزة كبيرة"، لأن المصريين كانوا على علم بها، لكنهم "لسبب ما"، من الواضح أنهم لم يعدوا كمينا لقواتنا في الميدان.
وقال شامير للصحيفة العبرية: في تلك الليلة عبرت المروحيات التي غادرت سيناء البحر الأحمر، وهبطت في منتصف الليل في جبل عتاقا داخل الأراضي المصرية، خلف خطوط العدو. وبدأ رجال المدفعية من الكتيبة 405 المعركة، فأطلقوا قرابة 90 قذيفة على مقر الجيش الثالث بمنطقة الكيلومتر 101 على طريق القاهرة-السويس الصحراوي، ما ألحق أضرارا وخسائر بـ"العدو"، حسب قوله.
وقال المقدم جوناثان شامير: قررت هيئة الأركان تفعيل القوات الخاصة وضرب مؤخرة "العدو"، وبعد 50 دقيقة تقرر إنهاء المهمة، لتستدعي القوة المروحيات للإخلاء، لكن طياري المروحيات وجدوا صعوبة في الهبوط على الجبل بسبب الظروف المناخية، وانتظروا 22 دقيقة طويلة للإنقاذ، حتى قرر الطيار المقدم يوفال إفرات، تنفيذ مهمة الإنقاذ بطائرة هليكوبتر واحدة فقط.
في اليوم التالي من العملية، اتضح من التقارير الاستخباراتية، أن القوة حققت ضربات جيدة على الأهداف وأن العملية كانت "ناجحة".
المصدر: يديعوت أحرونوت