ووفقا لبيان المتحدث الرئاسي المصري: "وجه الرئيس بإنشاء "مقبرة الخالدين" في موقع مناسب، لتكون صرحا يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، على أن تتضمن أيضا متحفا للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ويتم نقلها من خلال المتخصصين والخبراء، بحيث يشمل المتحف السير الذاتية لعظماء الوطن ومقتنياتهم، ويكون هذا الصرح شاهداً متجدداً على تقدير وتكريم مصر لأبنائها العِظام وتراثها، ولتاريخها الممتد على مر العصور والأجيال".
وأكد مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، على أهمية القرار الرئاسي بإنشاء "مقبرة الخالدين" لنقل المقابر التاريخية لرموز وعظماء مصر إليها.
وأوضح شاكر في تصريحات خاصة لـRT، أن القرار يشبه بشكل كبير قرار نقل معابد النوبة قديما "أخف الضررين"، مشيرا إلى أنه عندما تم البدء في بناء السد العالي كان هناك مشكلة أن المنطقة كلها آثرية، وكان هناك قراران: بعد اقتصادي أم بعد آثري، حتى جاءت اليونيسكو واقترحت نقل جزء من معابد النوبة إلى مكان آخر وتم بناء السد، مشيرا إلى أن الأمر حاليا مرتبط ببعد اجتماعي وبعد اقتصادي أيضا وبعد آثري، مشيرا إلى أن هذا القرار هو "أخف الضررين".
وأوضح شاكر أهمية اختيار اللجنة المشكلة برئاسة رئيس مجلس الوزراء ، مشيرا على ضرورة إشراك المجتمع المدني، وأن تكون فترة عملها أكثر من أسبوعين، ويجب طرح مقترحات اللجنة على الحوار المجتمعي.
وأشار إلى أنه يفضل نقل 70 % من المقابر بشكل كامل، لأن هناك عددا كبيرا من "الأحواش" تعود إلى بشوات مصر قديما، وهي عبارة عن أماكن فخمة للغاية، ومصنوعة من الرخام المستورد من الخارج.
وشدد على أهمية اختيار المكان المناسب لانشاء "مقبر الخالدين"، وأن يكون مكان يسمح بالزيارة للسائحين، مشيرا إلى ضرورة أن تحتوي على متحف وطرق عرض ومكتبة ومسرح مفتوح يعرض عليه أعمال بعض الرموز أمثال يحيي حقي ومحمود سامي البارودي، وتواشيح دينية ، فضلا عن تجميع كل كتب الرحالة التي تحدثت عن تلك المنطقة الذين قاموا بزياراتها، مشيرا إلى أن الموضوع يحتاج على الأقل 6 أشهر من أجل الخروج بتصور للموضوع، وشكل المقابر، وستكون مقبرة جماعية فقط، أم نقل جميع المقابر بشكل كامل كل مقبرة بشكل منفصل.
كما أعرب عن اقتراحه بتعديل التسمية إلى "جبانة الخالدين" بدلا من مقبرة، لأن هذا المصطلح يعود إلى مصر القديمة، مشيرا إلى أن "جبانة منف" تبدأ من أبورواش حتى بني سويف والتي يوجد بها 100 هرم من أهرامات مصر.
وأشار إلى أن هناك تجربة مماثلة في بريطانيا وفرنسا وهي عبارة عن مزار سياحي، ممكن الاستفادة من تلك التجربة ولكن مع عدم نقلها نظرا للطبيعة الخاصة لمصر القديمة، مشيرا إلى أن الموت في مصر له فلسفة تختلف عن أي دولة في العالم.
وأضاف أن القرار جيد نظرا للبعد الاجتماعي الذي يحمله، مشيرا إلى أن تلك المنطقة أصبحت مثل "السرطان الذي يجب استئصاله"، ولكن مع تنفيذ ذلك يجب المحافظة على البعد النفسي والمادي لتلك المنطقة.
وأشار إلى أهمية أن تكون "مقبرة الخالدين" ، مقبرة استثمارية يتم خلالها عرض أعمال رموز مصر أمثال يحيي حقي ، واستخدام المؤثرات الأخرى مثل الهولوجرام وغيرها من وسائل الجذب للسائحين.
كما أشار إلى أهمية النقل بنفس الترتيب، مشيرا إلى أن مقبرة على باشا مبارك بجوارها مقبرة محمود سامي البارودي، ويتم نقلها كما هو الوضع حاليا حتى بأسماء الشوارع.
وأوضح أنه من المفترض أن يكون حصرا للمقابر الآثرية الموجودة في تلك المنطقة، مشيرا إلى أهمية الاستعانة بذوي الاختصاص من أجل خروج المشروع بالشكل الذي يليق باسم مصر.
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية أكد أنه انطلاقاً من حرص مصر على تقدير رموزها التاريخية وتراثها العريق على النحو اللائق، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء، تضم جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وتحديد كيفية التعامل مع حالات الضرورة التي أفضت إلى مخطط التطوير، على أن تقوم اللجنة بدراسة البدائل المتاحة والتوصل لرؤية متكاملة وتوصيات يتم الإعلان عنها للرأي العام قبل يوم الأول من يوليو 2023.
كما وجه الرئيس بإنشاء "مقبرة الخالدين" في موقع مناسب، لتكون صرحاً يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، على أن تتضمن أيضاً متحفاً للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ويتم نقلها من خلال المتخصصين والخبراء، بحيث يشمل المتحف السير الذاتية لعظماء الوطن ومقتنياتهم، ويكون هذا الصرح شاهداً متجدداً على تقدير وتكريم مصر لأبنائها العِظام وتراثها، ولتاريخها الممتد على مر العصور والأجيال.
المصدر: RT