وأشار الباحث المتخصص في شؤون الطيران العسكري، مينا عادل، بأن استخدام الذخيرة المتسكعة التي تعرف إعلاميا بالمسيرات الانتحارية من طراز "لانسيت" هو أحد أهم الحلول التكتيكية الروسية الفعالة وقليلة التكلفة والتي كانت غير متوقعة وتم التقليل منها قبيل الحرب من قِبل الإعلام الغربي.
وأوضح أنه أصبح من الضروري لدى روسيا تدمير منظومات الدفاع الجوى الغربية، وبالأخص نظام "إيرست-تي"، الذي يعتبر أحد أفضل المنظومات الدفاعية في العالم من الفئة متوسطة المدى ومرنة الحركة، حيث ركزت روسيا على استهداف هذه المنظومات وغيرها من وسائل الدفاع الجوي بجانب أيضا وحدات المدفعية بأنواعها المختلفة على اعتبار أنهم أحد الركائز الأساسية لبقاء الجيش الأوكراني في المعركة، ومن هنا برز الدور الحيوي للمسيرة الروسية "لانسيت"، تحديدا من شهر سبتمبر في تحقيق أكثر من 114 إصابة محققة حسب موقع "أوريكس" الهولندي المتخصص في الإحصاء مقسمة إلى "11 دبابة و10 مدرعات و33 مدفعا مختلف الأنواع و9 قواذف صواريخ و13 ردار دفاع جوي ومركزين قيادة واتصالات و3 لانشات بحرية و14 شاحنة".
ويشير عادل بأن استهداف هذا النظام المعقد بتكتيك غير اعتيادي (نظرا لأن الردار في وضع "صامت غير مفعل")، وذلك يتطلب استطلاعا إلكترونيا وبصريا جيدا بواسطة محطات ومنظومات الاستطلاع الإلكترونية الأرضية أو حتى الجوية من طائرات "إل-20 و22" لاكتشاف مكانه، ومن ثم تأكيد الهدف بصريا بواسطة درونات الاستطلاع الخفيفة "أورلان" كمثال، وأخيرا اختيار الوسيلة المناسبة للاستهداف سواء بالمسيرات الانتحارية أو المدفعية أو الطيران أو حتى صواريخ الكروز، ولكن عملية الاستهداف أيضا تطرح سؤالا هاما عن القصور الأوكراني في تأمين المنظومة بواسطة الرشاشات الأرضية أو منظومة أخرى أو حتى تمويهها وإخفائها أثناء وضعية التوقف إلى أن يتم التفعيل أو التنقل من المكان الحالي إلى مكان آخر حسب قاعدة تغيير الموضع كل 6 ساعات التي يستخدمها الدفاع الجوي الأوكراني لمنع الاستهداف وهو في الغالب فشل في هذه الحالة.
يذكر أن المسيرة "لانسيت" هي من إنتاج شركة زالا ظهرت لأول مرة سنة 2019 في معرض الجيش، وتأتي بنسختين يتراوح مداهما من 80-110كم ورأس متفجر بوزن 12 كغم ومدة تحليق 30-40 دقيقة.
المصدر: RT