وأوضح الجمل أن هناك اهتماما خاصا من دولة الإمارات ومصر بالأزمة السودانية لأنها خاصرة الجنوب للعمق الاستراتيجي المصري، فضلا عن كونها جوهرة الاستثمارات الإماراتية في القارة السمراء.
وتابع الجمل: "قد نجحت جهود التنسيق المصري الإماراتي بالوساطة مع الدعم السريع التي أنهت أزمة احتجاز الجنود المصريين في مطار مروي السوداني وذلك بالتدخل الإماراتي لدى الدعم السريع بجانب الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المصرية، وذلك بعد وصول الدفعة الثانية من الجنود المصريين إلى الخرطوم وتحديدا إلى الملحقية العسكرية بالسودان وهو نجاح للدولة المصرية في تنفيذ واحدة من أكثر العمليات دقة وتعقيدا وهي عودة الجنود المصريين دون الإنجرار إلى تدخل عسكري مصري لا يحمد عقباه قد يؤثر في العلاقات التاريخية بين شطري وادي النيل".
وأشار الباحث المصري أن مصر أكدت بهذا التصرف الحكيم وقوفها على مسافة واحدة من طرفي النزاع وعدم الانسياق لدعم جهة على أخرى وهو ما يمنع بذوغ حرب أهلية سودانية ومحاولة إخماد هذه الفتنة.
وأشار إلى أن الجانبين المصري والإماراتي ركزا على بذل المزيد من الجهود الحثيثة لتهدئة الأوضاع في السودان ووقف التصعيد والعودة للحوار واستعادة المسار السياسي للبلاد خاصة في ظل انهيار الهدنة التي تم التوافق عليها كما أن الجانبين قد دعي بجانب الامم المتحدة الي إقامة هدنة في أيام عيدالفطر والحد من نزوح اكثر من عشرين ألف سوداني نحو الحدود التشادية والتي تعمل على زيادة الازمة الإنسانية للسودانين.
وأكد أنه في هذا السياق "تدعو مصر لتكثيف الجهود الهادفة للعودة للإطار السياسي والحوار لحل جميع الخلافات والمضي قدما نحو المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي الذي ينعكس بدوره أمن واستقرار المنطقة العربية والقرن الافريقي فضلا عن زيادة فرص التنمية المستدامة التي تحاول مصر تنفيذها مع عمقها الاستراتيجي مع الأشقاء الأفارقة مرورا ببوابة السودان الشقيق".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم