في البداية، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن طلب من القادة المصريين توفير قذائف مدفعية أوكرانية خلال محادثاتهم في القاهرة لكن لم يحصلوا على اتفاق واضح.
ووفقا لخمس وثائق استخباراتية أمريكية مسربة، كشفت أن مصر وضعت خططًا مفصلة لتصدير الصواريخ بناء على طلبية من موسكو، ولكنها أوقفت تزويد روسيا بالصواريخ سرا الشهر المنصرم بعد محادثات مع كبار المسؤولين الأمريكيين وقررت بدلا من ذلك إنتاج ذخائر المدفعية لأوكرانيا من عيار 152 ملم و 155 ملم إلى الولايات المتحدة لنقلها إلى كييف.
وقالت تلك الوثيقة، وهي جزء من تحديث استخباراتي يومي لكبار قادة البنتاغون، إن مصر تخطط لاستخدام طلب الولايات المتحدة للحصول على ذخيرة لدفع واشنطن للحصول على صفقة مساعدات عسكرية طويلة الأجل والحصول على معدات أمريكية محددة، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز F-35 الشبح وأنظمة الدفاع الجوي باتريوت. وقالت الوثيقة إن مصر ستحتاج إلى مساعدة أمريكية لإنشاء خط إنتاج للأصداف واتفاقية ترخيص ومواد أولية.
من جانبه، أكد أبوبكر الديب الباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية ومستشار المركز العربي للدراسات والبحوث، أن ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن دعم عسكري مصري إلى أوكرانيا يأتي ضمن الأخبار المغلوطة التي تنشرها الصحيفة الأمريكية مؤخرا.
وأضاف في تصريحات لـ RT أن ما تنشره صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على مصر يأتي في إطار الأكاذيب، التي تحاول بها بعض وسائل الإعلام الامريكية ضرب علاقات القوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط ومن بينها مصر مع الدول الأخرى، مشيرا إلى أن مصر أعلنت مرارا وتكرارا أنها لا تتبنى موقفا داعما لأي طرف، إنما تؤكد على ضرورة التفاوض والسلام لحل الأزمة الأوكرانية.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك وسائل كثيرة تضغط بها على العالم، من بينها الذراع الإعلامية والتي تحاول بها ابتزاز بعض الدول لاتخاذ موقف ما ضد روسيا، لكن هذا الابتزاز لن يفيد لأن مصر والدول العربية بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط، اتخذت موقفا محايدا في الأزمة الأوكرانية، لأنها ترتبط بعلاقات وثيقة سواء مع روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى ان التبادل التجاري بين الدول العربية وروسيا شهد ازدهارا ملحوظا خلال العام الماضي ما يؤكد على تنامي العلاقات بين روسيا والدول العربية على مبدأ المساواة وتبادل المصالح المشتركة، وشدد على أن الأكاذيب الإعلامية التي تتبعها بعض وسائل الإعلام الأمريكية لن تفيد ولن تضغط على الدول العربية لتغيير موقفها من الأزمة الأوكرانية.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد قالت إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمر المسؤولين مؤخرا بإنتاج ما يصل إلى 40 ألف صاروخ ليتم شحنها سرا إلى روسيا وفقا لوثيقة استخباراتية أمريكية مسربة.
ولخص جزء من وثيقة سرية للغاية مؤرخة في 17 فبراير، المحادثات المزعومة بين السيسي وكبار المسؤولين العسكريين المصريين لتزويد روسيا بقذائف المدفعية والبارود.
وردا على مزاعم وسائل الإعلام الأمريكية، نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن تكون مصر قد خططت سرا لإرسال ما يصل إلى 40 ألف صاروخ إلى روسيا.
ووصف المتحدث باسم الكرملين التقارير بالكاذبة، مشيرا إلى أن هذه المزاعم تصب في سياق التقارير المضللة المعتادة.
المصدر: RT