وعزا سلامة الذي كاد يفقد حياته في انفجار مقر البعثة الأممية في بغداد شهر أغسطس 2003 امتناع غالبية العراقيين عن التعاون مع السلطات، إلى أن نظام ما بعد الاحتلال لا يخدم الشعب، بل يكرس جهوده لنهب وسرقة الثروات الوطنية.
وكشف الدكتور سلامة عن أن الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كوفي عنان، وجد نفسه في مأزق بين المطالبة وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1486 الذي اعتبر العراق واقعا تحت الاحتلال وفي نفس الوقت يطلب إرسال بعثة من الأمم المتحدة لمساعدة العراقيين.
وقال: "شهد الطابق 38 في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك حيث مكتب الأمين العام، نقاشات ساخنة، ونصح كثيرون كوفي عنان بالامتناع عن إرسال بعثة إلى العراق تنفيذا للقرار فماذا يمكن لمجموعة صغيرة من الموظفين لا يزيد عددهم عن ثلاثين أن تفعل مع جيوش الاحتلال البالغ عديدها أكثر من 149 ألف عسكري"، مضيفا: "استسلم الأمين العام للضغوط ونفذ القرار".
ووفقا لسلامة في حديثه مع برنامج "قصارى القول" ضمن سلسلة برامج مكرسة لمرور عشرين عاما على غزو العراق فإن البعثة التي ترأسها الدبلوماسي البرازيلي سيرجيو دي ميلو سعت منذ اليوم الأول إلى اعتماد نهج مستقل عن إدارة الاحتلال برئاسة بريمر.
وقال: "شخصيا حرصت على لقاء العسكريين العراقيين المسرحين والإصرار على تكليف علمانيين لإدارة شؤون الدولة وتمكنا من إدخال اثنين من الشيوعيين الى مجلس الحكم ودعونا على إبعاد المحاصصة الطائفية"، مبينا أنه "قبل ثلاثة أيام من التفجير الذي أودى بحياة زميلي سيرجيو دي ميلو وعشرين آخرين، وجهنا انتقادا حادا لإدارة الاحتلال الأمريكية في مقابلات تلفزيونية وفي الصحف الفرنسية".
وأضاف: "أشعر بالأسى اليوم لأننا رفضنا أن يكون مقر البعثة داخل المنطقة الخضراء المحصنة تأكيدا لاستقلالية عملنا عن إدارات الاحتلال، لكننا دفعنا ثمنا باهظا كلفنا حياة زملائنا ومنهم سيرجيو دي ميلو الذي نزف دماء غزيرة وفارق الحياة قبل أن تصل فرق الإنقاذ إلى منطقة القناة خارج العاصمة بغداد".
المصدر: RT