وحول السياق الذي يضع فيه ما أقدم عليه الجنود الأوكرانيون، قال بن عائشة في مقابلة مع RT: "في الحقيقة مثل هذه السلوكيات والممارسات التي شهدناها في أكثر من مكان وفي أكثر من مرة تنم عن حقد دفين وعلى تراجع لبعض القيم التي يحملها الغرب عن الحقوق والحريات، ولكنها في الواقع هي دوس على الحقوق والحريات والمقدسات التي لا تزيد الأمر إلا تشنجا وعنفا بين مختلف الأطراف."
وأشار أمين عام "النهضة الجزائرية"، إلى أنه عندما يقوم بهذا الأمر أطراف أو أفراد يمكن اعتباره من ناحية إجرائية أنهم مجرد أفراد متطرفون أو لديهم أفكار متطرفة وسيكون ذلك مفهوما من الناحية الإجرائية، ولكن أن تتبناها دول وأنظمة وتقوم وتزكّي مثل هذه الأفعال كما تم في فرنسا واليوم يصنع بها في أوكرانيا، فإن هذه في الحقيقة سلوكيات مشينة ولا تزيد الطين إلّا بلة من إضفاء الأحقاد وعدم التعايش واحترام المعتقدات.".
وأردف قائلا: "هذه الأفعال لن تُنقص من كتاب الله شيئا.. ولقد حاول الكفار في عهد سيدنا ابراهيم إحراقه باعتباره يمثل الفكرة، ولكنّه لم يحترق وهم من احترقوا.. وهنا يحاولون إدخال العقيدة والمصحف في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل."
مطلوب إدانة إسلامية وعالمية
وعن الموقف المطلوب لمواجهة هذا النوع من الفكر الذي لا يتوانى عن ارتكاب جرائم شائنة من هذا النوع، أكد ابن عائشة أن المطلوب أولا هو الإدانة الشديدة لمثل هذه الأفعال عندما يتم إدراج المعتقد في هذه المعركة السياسية، وذلك من قبل جميع الدول الإسلامية عموما ومن العالم أجمع، لأنه مساس بالمعتقد الذي تنص عليه مواثيق الأمم المتحدة.
وأضاف لـRT: "يهدف هذا التصرف لزيادة الأحقاد بين المسلمين وبين غيرهم وهو في الحقيقة ما لا يريده الإسلام كدين متسامح ولا تريده بقية الأديان السماوية، والأمر الثاني هو معاقبة وإدانة هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه الأفعال إن كانوا أشخاصا أو دولا ويجب أن توجّه إليهم تهم بالتحريض على العنف وإثارة العداوة بين الشعوب والمعتقدات في العالم."
المصدر: RT