وفي هذا الصدد، قال محمد السيسي لـRT: "لقد استقر فى الضمير الوطني الجمعي رفض إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، حيث يدرك المصريون على اختلاف توجهاتهم وثقافاتهم أن الصراع العربى الصهيوني صراع وجود وليس صراع حدود، فالأرض واحدة وطالب الأرض اثنان".
وأضاف السيسي: "ستبقى إسرائيل فى العقل المصري والعربى، كيانا عنصريا استعماريا، يستهدف الدول وثروات الشعوب، ويسعى للهيمنة على الوطن العربي من المحيط إلى الخليج..لن تفرط إسرائيل فى مصالحها التى تتعارض مع المصالح العربية، ولن تتخلى عن خططها وأهدافها وسياساتها، التى صاغتها إداراتها ومراكز أبحاثها عبر سنوات وسنوات، مهما اختلفت الأشكال، وتباينت التصريحات".
وأكمل: "الأمر ببساطة، وبخبرة 7 آلاف سنة.. فإن التطبيع هدف صهيوني، يسعون إليه سرا وعلانية، منذ مبادرة "روجرز"، وبعدها "كامب ديفيد"، وطرحوه في كافة المفاوضات التالية لذلك، من "مؤتمر مدريد" إلى "اتفاقية أوسلو"، ولا يكفيهم الاعتراف الرسمي، بل يطلبونه تطبيعا شعبيا، يسمح لهم بالاندماج فى المنطقة، فكيف نمنحهم ما يريدون؟! أو بالأحرى، كيف تكون مواجهة المحتل الغاصب بتنفيذ مطالبه ومخططاته وتحقيق أهدافه؟!"
وتابع محمد السيسي: "السؤال: متى توافقت المصالح والأهداف المصرية - الإسرائيلية؟ هل مصالحنا مشتركة فى قضية الصراع العربي الصهيوني؟ هل التقت أهدافنا، مثلا، في العـراق..في سوريا..في ليبيا..في السودان..في اليمن..في الصومال، أو في أي بقعة على وجه الكرة الأرضية؟"
واستطرد السيسي: "القرائن والأدلة، والمقدمات والنتائج تؤكد لكل صاحب عقل، أننا أمام عدو يتربص بنا، وستظل دماء الأطفال والرضع والنساء والشيوخ، والمجازر والمذابح والجرائم ضد الإنسانية فى بحر البقر وأبو زعبل وغيرها، ودماء المصريين التى سالت خلال الصراع العربى الصهيوني، حاجزا ضد التطبيع مع هذا الكيان العنصري".
من جانبه، أوضح الباحث والمحلل محمد سيف الدولة لـRT قائلا: "إن شبابنا بعد الثورة لم يحاصر أو يقتحم سوى سفارة واحدة هي سفارة إسرائيل، وكان أول حصار لها يوم 8 أبريل 2011 بعد أول عدوان صهيوني على غزة بعد الثورة المصرية، وكانت مصر عامرة على الدوام باللجان الأهلية للإغاثة ودعم الانتفاضة والمقاومة والقدس والأقصى".
وأضاف محمد سيف الدولة: "إلى يومنا هذا، تشكل أقصى تهمة أو سبة يمكن أن يتراشق بها الخصوم السياسيين فى مصر، هى الاتهام بالصهيونية، وفي مصر، تمت أكبر عملية تجريس وعزل وطني وسياسي وثقافي واجتماعي لكاتب وأديب مرموق لأنه تجرأ ومارس التطبيع الشعبي وزار الكيان الصهيوني وكتب كتابا بعنوان: رحلتي إلى إسرائيل".
وأردف: "إن الكثير من الشباب فى مصر يستبدل صورته الشخصية على حسابه فى مواقع التواصل الاجتماعي بصورة القدس أو فلسطين أو أحد الشهداء الفلسطينيين، لأنه يجدها أكثر تعبيرا عن هويته ومبادئه وقيمه..إلى آخر آلاف المواقف والأحداث والفاعليات والمعارك الأخرى الدالة والمؤكدة على الرفض الشعبي الثابت، والقاطع للاحتلال ودولته وللتطبيع معه".
المصدر: ناصر حاتم - القاهرة
RT