وتحدث العديد من المصريين في الفترات الأخيرة عن مشروع "نهر الكونغو" الذي أثار تساؤلات كبيرة حول حقيقة تنفيذه، والذي تسعى مصر لربط نهر الكونغو بنهر النيل للتحكم بالموارد المائية في البلدان المستفيدة وهي مصر والسودان وجنوب السودان والكونغو.
وأكد خبير المياه المصري ورئيس قسم الموارد الطبيعية، بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة عباس شراقي لـRT، أن هذا المشروع خيالي وغير منطقي موضحا أن نهر الكونغو هو ثاني أكبر الأنهار على مستوى العالم وإيراده يبلغ 1300 مليار متر مكعب من المياه أي ما يعادل 14 مرة ضعف إنتاج نهر النيل الذي يبلغ 84 مليار متر مكعب من المياه.
وأشار إلى أن حجم المياه الكبير بنهر الكونغو غير مستغلة على الإطلاق، حيث أنه يصب في النهاية بالمحيط الأطلنطي دون أي استفادة حقيقية منه، مشيرا إلى أن هذا النهر يوجد عليه 11 دولة، ولكن الكونغو وتلك الدول لديها حجم كبير من الأمطار طوال العام ولا تحتاج بشكل كبير وأساسي إلى مياه النهر.
وأوضح أن الحديث عن تغيير مسار نهر الكونغو هو أمر نظري فقط؛، خاصة أن الذي يفصل بين حوض نهر النيل وحوض نهر الكونغو جبل يبلغ عرضه 600 كيلومتر مربع وهي مسافة كبيرة جدا وبالتالي ستكون هناك صعوبة كبيرة للغاية في التنفيذ.
وأشار إلى أن الحل في جنوب السودان حيث أن لديها حجم كبير للغاية من المياه ولا يوجد أي قنوات لنقل تلك المياه والاستفادة منها، مشيرا إلى أن الحل هو في عمل قنوات مرتبطة بنهر النيل من جنوب السودان، فضلا عن أن عمق نهر النيل في جنوب السودان يتراوح بين مترين إلى 3 أمتار فقط وهو عمق قليل للغاية مما يؤدى إلى إهدار نسبة كبيرة من المياه لأن النهر لا يستوعبها، فالحل هو العمل على تعميق وتعريض نهر النيل في جنوب السودان لمنع إهدار المياه.
وأوضح أن هناك مياه الأمطار التي تتساقط بكميات كبيرة فوق الجبل الفاصل بين حوض نهر النيل وحوض نهر الكونغو، ثم تذهب إلى كل منهما مشيرا إلى أن 700 مليار متر مكعب من مياه الأمطار تذهب إلى جنوب السودان ولكنها غير مستغلة، كما أن حجم الإهدار من المياه الطبيعية لنهر النيل في جنوب السودان يبلغ 10 مليارات متر مكعب، فالأولى من التفكير في مشروع نهر الكونغو هو الاهتمام بالمياه في جنوب السودان.
وأوضح أن السودان يعتبر واحدا من أكبر الدول في العالم التي لديها مستنقعات وهي المناطق التي تتجمع بها مياه الأمطار.
المصدر: RT