وقال: "الهند ليست من الدول الكبرى المصدرة للقمح رغم أنها ثاني أكبر منتج عالمي للقمح بعد الصين وهى تنتج نحو 105 مليون طن سنويا يكفيها ذاتيا لعدد سكان يتجاوز المليار و400 ألف نسمة، وأحيانا تدخل السوق العالمي لشراء شحنات قليلة من القمح لا تتجاوز الـ10 مليون طن، في حال وقوع جفاف أو ارتفاع درجة الحرارة أثناء الموسم الشتوي الذي يزرع فيه القمح كما حدث خلال العام الجاري وتسبب في تراجع المحصول".
وأضاف: "أحيانا ما تحقق فائض تصديري لا يتجاوز الـ5 مليون طن كل عدة أعوام تقوم بتصديرها لدول الجوار ولا يمكن الاعتماد على القمح الهندي لسد احتياجات مصر والدول العربية التي تستورد حاليا نحو 55 مليون طن سنويا، والتي سترتفع إلى 84 مليون طن سنويا عام 2030 بسبب الزيادة السكانية الكبيرة في المنطقة العربية".
وتابع: "من أهم شروط استيراد القمح إلا تزيد نسبة القمح الكسر عن 3-5%، وألا تزيد نسبة الأتربة والقش عن 0.1%، وأن تكون خالية من فطريات وسموم الأفلاتوكسين السامة وأيضا خالية من بذور الحشائش خاصة الغريب منها وغير الموجود في الأراضي المصرية والعربية".
وأوضح: "أما بالنسبة للفطريات المتحجرة فالمقصود بها فطريات (الإرغوت Ergott"، وهي فطريات متحجرة وشديدة الضرر بالانسان وتحتفظ بخواصها السامة بعد الطحن والخبز حيث لا تتأثر بالمعاملات الحرارية أو الكيميائية أو حتى الاشعاعية، وتسبب أوراما خبيثة للإنسان وإزرقاق الاطراف خاصة أصابع اليدين والقدمين، ولذلك تمنع العديد من البلدان الأوروبية استلام القمح في حال احتوى على أي نسبة ولو قليلة من فطر الأرغوت المتحجر، والذي يسود في البلدان شديدة البرودة شتاء، وتشترط مصر وبعض الدول العربية ألا تزيد نسبة الأرغوت عن 0.05% من اجمالي شحنة القمح، وإلا ترفض الشحنة كاملة".
ونوه إلى أن "مصر كانت حتى عام 2011 تمنع استلام أي شحنة قمح تحتوي على أي كميات من الأرغوت مهما كانت قليلة، ولكن تحت ضغوط المستوردين سمحت بوجود هذه النسبة القليلة منذ عام 2014 نظرا لخطورتها على صحة الانسان، وأعتقد أن شحنة القمح الهندي تحتوى على نسب أكبر من المسموح بها الفطريات والذي يأخذ شكل حبة القمح الصلبة ولكن بلون أسود، وقد يكون سبب الرفض أيضا وجود بذور حشائش غريبة أو وجود نسبة من مرتفعة من فطريات وسموم الافلاتوكسين، بالإضافة إلى القش والأتربة نظرا لاستخدام المزارعين الفقراء في الهند آلات دراس بدائية لفصل القمح عن القش".
ناصر حاتم القاهرة