وقال لافروف في تصريح لقناة RT: "أجرينا محادثات جيدة للغاية وطويلة مع الرئيس تبون ووزير الخارجية العمامرة. وأكدنا أن علاقاتنا منذ سنوات طويلة تقوم على إعلان الشراكة الاستراتيجية الذي وقعه الرؤساء في عام 2001. ومنذ ذلك الحين، تطورت علاقاتنا بشكل مكثف للغاية، بطريقة شبيهة بالشراكة حقا، وتم تطويرها بشكل استراتيجي في عدد من المجالات".
وتابع: "وهذا يشمل الحوار السياسي المنتظم والتجارة والاقتصاد. بالمناسبة، نمت التجارة بعدة نقاط في المائة العام الماضي، لتتجاوز 3 مليارات دولار، على الرغم من عواقب الوباء. لدينا استثمارات مشتركة، عمل مشترك، في إطار أوبك +، في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز. وعلاقات تقنية عسكرية غنية جدا، وكذلك التبادل الثقافي الانساني".
وأضاف لافروف: "لقد توصلنا إلى استنتاج، وهذا بمبادرة من الجانب الجزائري، مفاده أن علاقاتنا تصل إلى مستوى جديد ويجب تسجيل ذلك في وثيقة جديدة بدأنا في الإعداد لها. ونتوقع أنه خلال زيارة الرئيس تبون لروسيا، بناء على دعوة الرئيس بوتين، سنوقع مثل هذه الوثيقة الجديدة".
وأشار إلى أن الرئيس بوتين، في محادثة هاتفية مع الرئيس تبون، دعاه لزيارة روسيا، مضيفا: "والآن نقوم بإعداد الوثائق اللازمة لهذه الزيارة".
لافروف: لدينا مشاريع مثيرة للاهتمام مع سلطنة عمان
وتعليقا على زيارته لسلطنة عمان، أشار لافروف إلى أن "هذه هي الزيارة الأولى منذ تولي السلطان الجديد هيثم بن طارق آل سعيد الذي استقبلني بلطف شديد ومنحني الكثير من الوقت. أنا أقدر بشكل خاص هذه اللفتة من جلالته. لأن الممارسة البروتوكولية في سلطنة عمان لا تنص، إذا جاز التعبير، على التواصل بهذا الشكل مع الأشخاص على المستوى الوزاري".
وأكد أنه "أظهرت المفاوضات التفصيلية أننا، بالطبع، لدينا إمكانات جيدة للغاية لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية أولا وقبل كل شيء. للارتقاء بها إلى مستوى الثقة في حوارنا السياسي. هناك إمكانات كثيرة هنا. وفي قطاع الطاقة، في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. لدينا بالفعل مشاريع مثيرة للاهتمام للغاية في مجال الثقافة".
وأشار إلى أنه في مارس، "انتهى المعرض نصف السنوي في المتحف الوطني العماني، كان مخصصا للفن الإسلامي في روسيا. ويتعاون متحف الإرميتاج والمتحف الوطني العماني بشكل وثيق منذ بعض الوقت. قام هذان المتحفان بنشر معارضهما الخاصة على أراضي المتحف الشريك. لذا فإن هذه الزيارة إلى كلا البلدين... أعتقد أنها كانت مفيدة للغاية".
وأكد لافروف أنه "في هذه المرحلة، ليس لدينا أي خطط" بشأن الزيارات مع عمان، ولكن "لدينا خطط لتطوير التعاون العملي، لتمهيد الطريق ليتطور هذا التعاون بشكل أكثر فاعلية ويحقق نتائج أعظم".
وأضاف: "لدينا تعاون عسكري، والتعاون العسكري التقني يتطور مع العديد من الدول، وفقا لرغباتهم. نحن مستعدون دائما للنظر في إمكانيات تعزيز قدراتهم الدفاعية. وعند تلقي الطلبات ذات الصلة، فإننا ننظر في هذه الطلبات".
وبشأن التعاون في إطار أوبك+ ومنتدى الدول المصدرة للغاز، أشار لافروف إلى أن "جميع المشاركين في هذه الاتحادات... يؤكدون التزامهم بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها بهذه الصيغ ونياتهم مواصلة العمل بهذه التنسيقات المفيدة التي تعمل حقا على استقرار سوق الطاقة".
لافروف: نقدر موقف الدول العربية الرافض للقيادة الغربية
وقال لافروف إن زيارته القادمة للدول العربية ستكون قريبا جدا، في 31 مايو و1 يونيو، حيث يخطط لزيارة البحرين أولا، ثم الرياض.
وأوضح: "سيعقد اجتماع منتظم لمنتدى وزراء خارجية روسيا ومجلس التعاون الخليجي. كان هذا المنتدى موجودا منذ فترة طويلة. بسبب الوباء، كان هناك انقطاع في اجتماعاتنا. الآن، اقترح أصدقاؤنا استئناف هذه الممارسة. بالإضافة إلى اجتماع روسيا ومجلس التعاون، ستكون هناك أيضا اجتماعات ثنائية مع جميع المشاركين في هذا الهيكل".
وأعرب لافروف عن تقديره لدول العالم العربي لأنها "ترفض أن يقودها الغرب، وتقيم بموضوعية ما يحدث في أوكرانيا"، مضيفا أنها "تتفهم بشكل عام الأسباب التي أدت إلى الوضع الحالي، وهي الرفض والرفض القاطع لزملائنا الغربيين للاتفاق على أمن متساو وغير قابل للتجزئة في منطقتنا المشتركة"، ومشيرا إلىأن الدول العربية "لا تنضم إلى العقوبات ضد روسيا".
المصدر: RT