مباشر

باحث في الجماعات الإرهابية لـ RT: شطب "الجماعة الإسلامية" من الإرهاب تطاول مرفوض على مصر

تابعوا RT على
وصف الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، القرار الأمريكي برفع جماعات متطرفة من قوائم الإرهاب بأنه "تطاول على سيادة الدولة المصرية".

وحول رفع "الجماعة الإسلامية"، و"جماعة أنصار بيت المقدس" (ولاية سيناء)، من قوائم الإرهاب، قال فاروق إن هذا القرار يمثل محاولة لإعادة إحياء نشاط تلك الكيانات المتهاوية، ومنحها الشرعية مجددا، وهو بمنزلة فرصة لتمويلها.

وأضاف فاروق أن الدولة المصرية حققت نجاحات كبيرة في القضاء على تنظيم ولاية سيناء، لكن في الفترة الأخيرة تم تمويل التنظيم ودعمه بعناصر أجنبية جديدة  ومدربة، وهذا الأمر لا يعد مصادفة، حسب فاروق، خاصة أن الإدارة الأمريكية بزعامة الديمقراطيين لديها ميول قوية لتوظيف تيارات الإسلام السياسي والجماعات الأصولية ضد خصومها وتحقيق أجندتها.

وأشار فاروق إلى أن تاريخ "الجماعة الإسلامية" في مصر "مليء بالعنف والتكفير والتطرف، وقيادات الجماعة لم تلتزم بالمراجعات الفكرية التي عقدت في نهاية تسعينيات القرن الماضي".

وقال فاروق، إن أدبيات الجماعة الإسلامية هي التي أسست لفكرة تكفير الحاكم ورجاله تكفيرا عينيا، ووجوب قتالهم تحت قاعدة "قتال الفئة الممتنعة"، أي التي امتنعت عن تطبيق الشريعة الإسلامية، متبعين قاعدة التغيير من أعلى وليس من أسفل، أي المواجهة المباشرة مع رأس الدولة.

ونوه فاروق إلى أن "الجماعة الإسلامية" تأسست في مهدها بدافع "الدعوة"، فكانت أول جماعة تنظيمية تشكل لجانا استعملت العنف الممنهج تحت مسمى "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، ونشرت فروعها في مختلف أنحاء مصر، وأرهبت بها المجتمع المصري، ونصبت من نفسها قاضيا يصدر أحكاما على أفعال الناس دون وجه حق.

وقال فاروق إن "الجماعة الإسلامية" لم تتنازل عن أفكارها، إذ أن قياداتها آمنوا بقاعدة فقهية مكنتها من شرعنة ما تسطره من "مراجعات فكرية"، وهي "فقه الأسير".. ما يعني أن ما تطرحه ويصدر عنها بين جدران السجون لا يمثلها فكريا.

وأضاف فاروق، أن المراجعات الفكرية تمثل تكتيكا سياسيا للهروب من قبضة الأمن، وترقب فرصة تموضع التنظيم مرة أخرى في بيئة أكثر ملائمة تمكنه من تحقيق أهدافه والإعلان عن رؤيته في وضح النهار، وكان هذا جليا في مرحلة ما بعد سقوط حكم الإخوان من الميل تجاه العنف واشتراك بعضهم في أعمال عنف ضد مؤسسات الدولة.

وأشار فاروق إلى أنه بعد أحداث 25 يناير 2011، أطلق قادة "الجماعة الإسلامية" تصريحات نالت من نظام الرئيس الراحل حسني مبارك، وهاجموا فكرة المراجعات معتبرين أنها تمت تحت ضغوط الأجهزة الأمنية، وأن جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني حاليا) هو الذي صاغ بنودها، كنوع من تبرأة الذمة، والتفاخر بالتاريخ الدموي للجماعة وقياداتها.

وأشار فاروق إلى أن "الجماعة الإسلامية" عملت على إعادة تشكيل هيكلها نهاية عام 2011، وأطاحت  بقياداتها المحسوبة على أجهزة مبارك، ودفعت بنماذج كانت معارضة بقوة للمراجعات الفكرية لتمثيل المرحلة الجديدة مثل عبود وطارق الزمر، وعصام دربالة.

وقال فاروق، إن عددا من قيادات "الجماعة الإسلامية" عملوا كـ "سماسرة" لاستقطاب العناصر الجديدة، تحت لافته "نصرة الجهاد" في الوطن العربي، والمشاركة في معسكرات الصراع في كل من سوريا وليبيا، وشارك عدد من أفرادها بشكل فاعل في تأسيس عدد من الكيانات والخلايا التكفيرية المسلحة داخل مصر، لاسيما الموالية لتنظيم القاعدة.

وختم فاروق بالقول إن "الجماعة الإسلامية" شاركت في  الحياة السياسية "تكتيكيا"، رغبة منها في إثبات الوجود وإعادة التموضع، والظهور للرأي العام، حتى تتمكن من السيطرة على مفاصل الدولة وأجهزتها، سعيا إلى إقامة دولة الخلافة.

 

القاهرة ـ ناصر حاتم

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا