ولفت تقرير بهذا الشأن نشرته صحيفة "هسبريس" الالكترونية إلى أن انقطاع المطر ينذر أيضا بحدوث أزمة كبيرة في مياه الشرب، وهو ما "يستدعي التحرك بشكل مستعجل لتعبئة موارد بديلة"، علاوة على ما يعتري الفلاحين ومربي الماشية الصغار من مخاوف بهذا الشأن.
وأفادت الصحيفة المغربية بأن نسب ملء أغلب السدود الكبرى في المملكة قد سجّلت "تراجعا كبيرا، وهو ما أثر بشكل أكبر على الجهات التي تعتمد على مياه السدود لسقي المساحات المزروعة، أو توفير مياه الشرب للمواطنين".
ورصد في هذا السياق أن "نسبة ملء السدود في جهة الدار البيضاء-سطات، بلغت حوالي 42,34% بتاريخ 4 فبراير الجاري، وهو ما يمثل تراجعا بأكثر من 19 نقطة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية".
وتضم هذه المنطقة ستة سدود مهمة، وهي سيدي محمد بن عبد الله وتامسنا، والملاح، والحيمر، وكوشية، وزمرين، حيث تراوح معدل نسبة ملئها ما بين 12,46% و65%.
كما سُجل هذا التراجع أيضا بـ"مختلف السدود التابعة للأحواض المائية في باقي الجهات الأخرى من المملكة، وهو ما بات يهدد مخزون المياه السطحية والجوفية معا، وسيؤثر على الأراضي السقوية بشكل كبير".
وفي تعليق على هذا الوضع،، قال فؤاد عمراوي، الأستاذ بكلية العلوم عين الشق بالدار البيضاء وعضو الائتلاف الوطني من أجل المناخ والتنمية المستدامة، إن "غياب التساقطات المطرية يطرح بشكل كبير ندرة المياه بسبب انخفاض حقينة السدود وتضرر الفرشة المائية".
وصرّح عمراوي لصحيفة هسبريس بأن "غياب التساقطات المطرية وارتفاع درجة الحرارة، كما هو الحال اليوم في المغرب، يدفع المواطنين إلى الفرشة المائية المستنزفة أصلا".
وأوضح الأكاديمي المغربي أن "السنة الحالية جافة جدا ويظهر تأثيرها في عدد من المدن مثل مراكش وأغادير والرشيدية ووزارات، وذرب مثالا على ذلك بسد المسيرة، وهو ثاني أكبر سد في المغرب، وكان قد سجل 7 % كنسبة ملء، وسد بين الويدان بحوالي 14 % كنسبة ملء".
وبين هذا الأستاذ أن "السدود تلعب أدورا عديدة، فهي تخزن الماء، وتولد الطاقة الكهربائية، وتحمي من الفيضانات، وتنظم سريان الماء في الوديان، لكن هذه الأدوار تتعطل كلما انخفضت نسبة الملء".
المصدر: هسبريس