ويرى الباحث في الشأن التركي صلاح لبيب، أن تأكيد وصف المباحثات بالاستكشافية في المباحثات المقبلة، جاء بهدف عدم تعليق آمال جديدة على هذه المباحثات، وتوضيح الحرص الزائد من الطرفين قبل الجلوس على طاولة المفاوضات.
وأضاف لبيب أن استخدام هذا المصطلح جاء "حتى لا يُهيأ للرأي العام أن المباحثات سيُبنى عليها إقامة علاقات جيدة مستقبلية بين الطرفين".
وأوضح أن المباحثات تنطلق من رغبة تركية قوية لاستعادة العلاقات مع مصر، لا تقابلها رغبة مصرية قوية بسبب عدم الثقة المصرية في المفاوض التركي.
وأرجع الباحث صلاح لبيب فشل المحادثات السابقة لعدم وصول الطرفين إلى نقطة يمكن البناء عليها لعلاقات جيدة، موضحًا "الطرف المصري تقدم بشروط عدة تتعلق بالعلاقات بين البلدين في مقدمتها التدخل التركي في الشأن المصري وبعض تدخلاتها في الشأن الإقليمي وهو ما رفضته تركيا وأعلنت استعدادها لتقديم تنازلات فقط فيما يتعلق بالوجود الإعلامي لبعض العناصر المُحرضة".
وقال لبيب، إن المفاوض المصري لم يرَ هذه التنازلات ذات جدوى ويمكن البناء عليها، مضيفًا أن تركيا لا تهدف في الأساس لاستعادة العلاقات مع مصر، بل لحل الملفات العالقة بين الطرفين فهي "تضغط وتصرّ وتجلس مع الدول الأخرى من أجل مطالبها"، على حدّ تعبيره.
وأضاف: "لا نعلم إذا كانت المباحثات الجديدة ستُبنى على تنازل تركي أكيد فيما يتعلق بالوضع الإقليمي. في تقديري أنه لن يكون هناك تنازل تركي، الطرفان سيستمران في عقد مفاوضات استكشافية ثم يعلنان عن فشلها حتى يقدم أحد الطرفين تنازلا لاستعادة العلاقات".
فيما قال محمد حامد مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن كلمة استكشافية تعني أن المحادثات لا تزال في مرحلة بناء الثقة والتعرّف على أهداف كل دولة من المحادثات.
وأضاف حامد أن السفير سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي، استخدم كلمة استكشافية في الجولة الأولى ليؤكد أن البلدين "مازالا في مرحلة اختبار النوايا وتحسس الخُطى".
ومن ناحية أخرى، يشير محمد حامد مدير منتدى شرق المتوسط، إلى ملفات أخرى لا تقل أهمية عن ملف شرق المتوسط، كالاعتراف التركي بثورة 30 يونيو وما تبعها من ولادة قيادة سياسية جديدة.
وقال حامد "الزيارة التي يقوم بها السفير حمدي لوزا ردا على زيارة سادات هي نوع من المحادثات الثنائية ذات الأُطر والمحددات سيتم التعامل معها خلال المرحلة القادمة".
وأضاف "هذه المحادثات ذات جولات عديدة، ليس بين ليلة وضحاها سيتم تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، فرغم وقف التحريض الإعلامي ضد مصر، هناك العديد من الملفات الشائكة العالقة بين البلدين مثل تسليم الإرهابيين، وفتح الملفات الأمنية كافة، واتباع تركيا سياسات حسن الجوار، وسحب كامل مرتزقة تركيا من ليبيا".
المصدر: مصراوي