وكان الرئيس قيس سعيد زار مصر مؤخرا لمدة ثلاثة أيام، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تحدث خلال الزيارة عن تطابق في وجهات النظر مع مصر فيما يتعلق بالقضايا العربية والدولية، وتطرق أيضا خلال حديثه إلى الصراع السياسي الذي تعيشه تونس حاليا، وهو ما أثار جدلا كبيرا في البلاد.
وكتب القيادي في حركة "النهضة" رفيق عبد السلام: "مشكلة قيس سعيد أنه يتحين الفرص لنقل صراعات الحكم التي يخوضها من الداخل إلى الخارج، مثلما فعل مع السفراء الذين جلس معهم في قصر قرطاج ليقحمهم في صراعاته السياسية العبثية".
وأضاف: "وهو يبحث اليوم عن الاندراج في مظلة إقليمية معادية للديمقراطية ولثورات الشعوب ولروح التحرر في المنطقة".
وتابع قائلا: "ما أعجبه في بورقيبة هو رفضه الديمقراطية والاعتراف بالتعددية السياسية، وما يجذبه اليوم للسيسي هو توجهاته العسكرية والانقلابية المعادية للديمقراطية والحكم المدني، وما سيعود به من القاهرة هو ترتيبات أمنية وأجندات استخباراتية لضرب الديمقراطية لا غير".
واستطرد قائلا: "انتخب قيس سعيد تحت شعارات الثورة تجد أمامك مشروع ثورة مضادة، اختر قيس سعيد تكتشف مايا القصوري تختفي وراءه، وانتخب صاحب "الشعب يريد" يظهر لك السيسي وبن زايد من تحت جِلبابه".
واختتم تغريدته قائلا: "ما يعني قيس سعيد أولا وآخرا، هو أن ينصب نفسه الإمبراطور الأكبر والحبر الأعظم، ولو كان ذلك على جماجم التونسيين والتونسيات، ونسأل الله حسن العاقبة".
من جهته، قال الوزير السابق والقيادي في الحركة عبد اللطيف المكي إن زيارة الرئيس سعيد إلى مصر كان يجب ترتيبها داخل تونس، حتى لا تكون مبعثا للشك والريبة.
وأفاد بأنه لو تم إعدادها مسبقا لأمكن خلالها إمضاء اتفاقيات وتحقيق مكاسب للبلاد، لكن الزيارة تمت بشكل مفاجئ ومثير للشك.
وأضاف بقوله "تونس اختارت طريقا مختلفا عن مصر، والجيش التونسي مختلف كثيرا عن نظيره المصري".
المصدر: RT