وقال القيسي الذي كان يحمل رتبة عقيد ركن خلال الحرب، لـRT في الذكرى الـ18 للحرب الأمريكية على العراق، إن "أحد ضباط المخابرات العراقية حاول أن يستدرج ضابطا أمريكيا في قاعدة عسكرية أمريكية في دولة مجاورة، وكان هذا قبل الحرب بنحو خمسة أشهر، وعمل على إقناعه للعمل لصالح العراق".
وبين، أن "الضابط العراقي كان يحمل صفة دبلوماسي في السفارة العراقية في تلك الدولة".
وأضاف، أن "القيادة المركزية وافقت على أن يعمل الضابط العسكري وهو رئيس مركز الخداع، واسمه العقيد (جيف كيمونس) على خداع القوات العراقية ويوهمها بأنه تعاون معها، وأطلقت عليه داخل القيادة تسمية (كذبة نيسان)".
وأشار الجنرال العراقي إلى أن "الولايات المتحدة كانت قد وضعت خطة اسمها (1003) ركزت من خلالها على أن الهجوم على العراق سيكون في أغلبه من شمالي البلاد، أي من تركيا، لكنها غيرتها فيما بعد".
وأردف القيسي، أن "هذه الخطة تغيرت بعد تعثر مباحثات عسكرية أمريكية تركية، لذا رسموا خطة جديدة وهي (V 1003)، التي ركزت على الهجوم من الخليج، وفكروا بخداع القوات العراقية من خلال الخطة الأولى التي انتفت الحاجة لها".
وبين، أن "الخطة القديمة سلمت لضابط المخابرات العراقية بعد عدة اجتماعات مع الضابط الأمريكي في ذلك البلد، حيث أعتقد الضابط العراقي بأنه نجح في خطته وكان يبلغ القيادة العراقية بذلك، وصرفت نحو 200 ألف دولار خلال أربعة أشهر للضابط الأمريكي".
وتحدث الجنرال القيسي، عن أن الضابط الأمريكي سلم قبل أسبوعين من الحرب، الخطة (1003) والتي تفيد بأن الفرقة 82 الأمريكية ستقوم بإنزالين في مدينتي تكريت وكركوك شمالي البلاد، من أجل أن تقوم القيادة العراقية بتثبيت الـ13 فرقة عسكرية في مناطق شمال بغداد، بضمنها ثلاثة فرق من الحرس الجمهوري، حتى لا ترسل إلى جنوب البلاد، لأن الأمريكان كانوا حريصين على حسم الحرب بأقل وقت، وفقا لقوله.
ويختتم الجنرال العراقي المتقاعد قائلا: "هذه العملية أسهمت كثيرا بضرب وأذية القوات العراقية، ولعبت دورا كبيرا في حسم الحرب مبكرا لصالح القوات الأمريكية وانهيار القوات العراقية، حيث لم يكن هناك متسع من الوقت لسحب الـ13 فرقة عسكرية المتمركزة في شمال بغداد باتجاه جنوب العراق".
المصدر: RT