اللقاء الذي ضم ثلاثا من الدول المؤثرة في مسارات الأزمة السورية يأتي في فترة حساسة بالنسبة لسوريا التي تتهيأ لانتخابات رئاسية يبدأ الإعلان عن الترشح إليها بعد نحو شهر من الآن.
ـ "لدينا شهر حاسم وحساس جدا في المنطقة".
يقول الخبير الاستراتيجي كمال الجفا لـRT، ويتحدث عن أن ما نشهده من حراك روسي، يأتي ضمن قراءة لإعادة تموضع جديد لكل الدول العربية وأنه لن يكون في صالح الأطماع التركية في المنطقة.
ويقول الجفا إن المبادرة الروسية تأتي لدعم حشد عربي يؤيد الموقف السوري، بعدما تكرست قناعة الدول العربية بأن الرئيس بشار الأسد باق، بصرف النظر عن كل شيء، ويضيف أن تلك المبادرة أمامها فترة حاسمة خلال الأيام المقبلة التي تسبق بدء إعلان الترشح لانتخابات الرئاسة.
"حتى منتصف إبريل القادم هناك مرحلة مفصلية فإما إنجاح مبادرة معينة أو سيكون هناك أشهر مظلمة للسوريين ومزيد من الضغوط والحصار".
ويشير الجفا إلى الدور القطري تحديدا إذ يرى أن قطر لا تقبل أن تدخل مسارا إلا أن تكون "في الوسط" وأن علاقاتها بتركيا أساسية.
أما بالنسبة للسوريين فمهما كانت الخيارات ستكون مكسبا لهم، فالدول الثلاث أعلنت أنها ضد المشاريع التقسيمية ومع وحدة سوريا وانسحاب جميع القوات غير الشرعية، فهناك فرصة، ويجب أن يكون هناك تنازلات من الدولة السورية".
ويوضح الجفا أن ما يجري الآن هو البحث عن حلول "ترضي الجميع" ولا يستبعد أن يكون من بينها عملية مشاركة أحد من المعارضة فيها، ويعرب الجفا عن اعتقاده بأنه لا يمكن وجود تحرك روسي دون ضوء أخضر أمريكي، إذ أن قرار دول الخليج معروف أين (في إشارة إلى أنه في الولايات المتحدة).
ويتحدث الجفا عن أنه ومنذ مجيء الإدارة الأمريكية الجديدة صار "هناك ضوء أخضر بسحب قطر من تركيا التي كانت استطاعت اختراق جدار العلاقات العربية عبر الدوحة".
ويضيف الجفا أن تركيا "خرجت عن الإطار المرسوم لها بعد أن كان لها دور وظيفي فصارت تسلك سياسات توسعية، لا تتناسب مع الاتحاد الأوروبي ولا مع أمريكا ولا إيران أو روسيا" وهذا يدفع الإدارة الأمريكية إلى الضغط على الرئيس التركي، ودعم معارضيه.
ويرى الجفا أن "ما يجري هو لمصلحة سوريا" ويضيف أنه "مهما تكن الحلول أو التنازلات مؤلمة فهي تصب في مصلحة السوري" ويقول: "نحن غير قادرين على الاستمرار إلى ما لا نهاية في حرب نواجه فيها الجميع".
ويبدي الجفا قناعته من أن كل الحراك الذي تشهده المنطقة سيكون على حساب تحجيم الدور التركي في سوريا، ويقدم دعما أكبر للدولة السورية التي وبمجرد أن تتلقى احتضانا أو عمقا عربيا فالأمور ستمضي لمصلحتها.
ويشير إلى أن مسار الأحداث يتجه نحو "إحداث مسار جديد تكون موسكو عرابته وحتما بضوء أخضر أمريكي ودعم عربي".
أسامة يونس ـ دمشق