وأوضح بالقول، في حديث لصحيفة "L’Expression" اليومية الجزائرية، الناطقة بالفرنسية، "لقد قلتُ وكتبت في تقريري بأنني لا أرى مانعا من تقديم اعتذارات من قبل فرنسا للجزائر عن المجازر التي اقترفتها" داعيا الصحفي الذي حاوره والقراء إلى مراجعة نص تقريره. وأضاف "لنكن واضحين: لا يوجد في تقريري الشعار "لا اعتذارات ولا توبة"..." الذي راج في وسائل الإعلام.
غير أن ستورا، الفرنسي المولود في الجزائر من أسرة من أصل جزائري يهودي، يتساءل، كما قال، بشأن مدى "فعالية (...) تقديم الاعتذارات بذِكر مثال اليابان إزاء الصين" واعتذارات واشنطن لفيتنام أيضا التي "لم تحل دون ظهور إيديولوجيات التفوق العرقي للبيض" في مواجهة الأقليات مثلما حدث مع "الحركة الترامبية القوية"، على حد تعبيره، في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا.
لهذا، يضيف ستورا، "رافعتُ عن مسعى طويل النفس يمر عبر التربية (...) بشكل خاص والبرامج المدرسية (...) وعقد الملتقيات..." لمناقشة وقائع التاريخ الاستعماري الفرنسي في الجزائر، مع القيام بمساع رمزية، للتصالح عبرها مع الذاكرة.
وكان بنجامان ستورا، المعروف والمحترَم خلال العقود الماضية، في الجزائر بعد دراساته ومؤلفاته المتحررة نسبيا من التوجهات الاستعمارية المترسبة في بعض الذهنيات الفرنسية، قد التقى الرئيس ماكرون في 20 يناير الماضي وسلم له تقريرا استشاريا بتوجيهات لتجاوز التوترات بين باريس والجزائر المرتبطة بالماضي الاستعماري الفرنسي. وجاء مضمون التقرير مخيبا للجزائريين الذين اعتبروه دون التطلعات، وعبروا عن استيائهم منه، وعلى رأسهم "منظمة المجاهدين" المقاتلين السابقين من أجل تحرير البلاد من الاستعمار.
المصدر: صحيفة " L’Expression" (بالفرنسية) الجزائرية