وقالت الصحيفة إن وزارة السياحة السعودية تهدف من وراء الترميم، لاستعادة المنطقة كنقطة جذب سياحي.
وتمركز لورانس لفترة وجيزة في ميناء ينبع على البحر الأحمر خلال الثورة العربية الكبرى عام 1916، عندما أصبح الميناء قاعدة إمداد مهمة للقوات البريطانية والعربية التي تقاتل الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
وعلى الرغم من دعوات المؤرخين لحماية الموقع، إلا أن المنزل الأنيق المكون من طابقين والذي أقام فيه كان خرابا، وسط شائعات محلية بأن الأشباح تطارده.
لكن أحمد المحطوت، رئيس بلدية ينبع، قال إنه بحلول نهاية العام الجاري قد يكون المنزل جاهزا للسائحين لزيارته كجزء من حملة أوسع للمملكة لجذب المزيد من الزوار الأجانب، على الرغم من قيود السفر بسبب فيروس كورونا.
وقال المحطوت: "لقد انتهينا للتو من المرحلة الأولى من الترميم.. تستمد الإقامة (محل إقامة لورانس) قيمتها من تاريخها، وكثير من السياح الأجانب يودون الوقوف في منزل ضابط المخابرات البريطاني".
وأفادت الصحيفة البريطانية بأن لورانس ذكر في سيرته الذاتية "سبعة أعمدة الحكمة" أن فشل العثمانيين في الاستيلاء على ينبع في ديسمبر 1916 كان حاسما لنجاح حملة الشرق الأوسط بأكملها.
كما كتب: "في تلك الليلة، على ما أعتقد، خسر الأتراك حربهم".
وقال الدكتور نيل فولكنر، مؤلف كتاب "لورانس: حرب الجزيرة العربية"، إن "لورانس وضباط بريطانيين آخرين هرعوا للدفاع عن المدينة بعد أن هُزم البدو، بقيادة حليفه الرئيسي الأمير فيصل بن الحسين، في التلال المجاورة وكانوا يخشون الهجوم العثماني".
وأضاف فولكنر: "ينبع نقطة تحول حاسمة، لأنه إذا استولى الأتراك على المدينة، فمن المحتمل أن الثورة العربية كانت ستنهار.. كان الأمر يعتمد بشكل كبير على شعور البدو بأنهم سيفوزون، ويكسبون الغنائم ولن يقتلوا".
ووفقا للمقال، "أدى وصول خمس سفن تابعة للبحرية الملكية - والقوة النارية والكشافات التي قدمتها، إلى ردع هجوم عثماني، مما سمح للورانس وفيصل بإعادة تجميع القوات العربية وشن حملة حرب عصابات أسطورية في العام التالي".
وصرح فيليب نيل، رئيس جمعية "تي إي لورانس" إن لورانس ربما قضى أياما معدودات فقط في منزل ينبع، حيث كان "يتنقل باستمرار"، لكنه (المنزل) مع ذلك سيثير اهتمام السياح.
وقال: "يبدو أن المملكة العربية السعودية تنفتح بكل أنواعها، وأنا متأكد من أن عشاق لورانس سيحرصون على الذهاب وزيارة هذا المنزل"، مضيفا أنه يمكن أيضا تطوير مواقع أثرية أخرى في المملكة العربية السعودية والأردن "فلا تزال هناك بقايا قطارات ملقاة في الصحراء فجرها لورانس".
وفي بريطانيا، يتم إحياء ذكرى لورانس في سرداب في كاتدرائية القديس بولس، مع اللوحات الزرقاء على منازله السابقة في أكسفورد ولندن وفي مواقع في دورست، حيث توفي في حادث دراجة نارية عن عمر يناهز 46 عاما.
المصدر: صحيفة "تلغراف" البريطانية