وأكد عمدة قرية أبو دواس الواقعة في ولاية جنوب دارفور، إبراهيم أحمد، في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس"، أن المسلحين أطلقوا النار على المزارعين فور وصولهم إلى حقولهم في القرية، ما أسفر عن مقتل 20 شخصا، بينهم امرأتان وأطفال، وإصابة 20 آخرين.
وأشار أحمد إلى هذا الحادث المأساوي يأتي بعد شهرين من تنظيم الحكومة السودانية مؤتمرا تم التوصل فيه إلى اتفاق يقضي بأن يسمح للمزارعين من أصول إفريقية بالعودة إلى الأراضي التي يملكونها وأن ينسحب البدو الرعاة منها.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان ناجين قولهم إن المسلحين جاؤوا إلى موقع الحادث على متن سيارات بعضها مزودة بمدافع رشاشة، وطوقوا المزارعين من أربع جهات وبدؤوا بإطلاق النار.
وقال أحد شهود العيان للوكالة: "البدو يريدون طردنا من أرضنا التي عاش فيها أجدادنا".
وتقع قرية أبو دواس على بعد 90 كلم جنوبا عن مركز جنوب دارفور مدينة نيالة.
واندلع في إقليم دارفور عام 2003 نزاع دموي أسفر حسب البيانات الأممية عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون آخرين، بين متمردين متحدرين من أقليات عرقية وقوات موالية للرئيس السابق عمر البشير، بما فيها ميليشيات الجنجويد المتهمة بشن هجمات وحشية والتي يمثل أحد زعمائها، علي كوشيب، أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
واستمرت أعمال العنف الدامية في المنطقة خلال السنوات الماضية ولكن مع تراجع حدتها.
وأوضح المحلل المختص في شأن دارفور، آدم محمد، لـ"فرانس برس"، أن قضية ملكية الأرض من جذور الأزمة في دارفور، موضحا أن البدو الرعاة حلوا خلال سنوات النزاع محل المزارعين الفارين من أراضيهم.
المصدر: أ ف ب